( والدعاء بين السجدتين ) بقوله : أستغفر الله ربي وأتوب إليه ، كما فيه أيضا ، وفي المنتهى دعوى الإجماع عليه (١) ، وفي آخر : « قل بين السجدتين : اللهم اغفر لي وارحمني وأجرني » (٢) الدعاء. إلى آخره ، وفي الرضوي : « اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني فإني لما أنزلت إليّ من خير فقير » (٣).
( والقعود ) بينهما ( متوركا ) بأن يجلس على وركه الأيسر ، ويخرج رجليه جميعا من تحته ، ويجعل رجله اليسرى على الأرض ، وظاهر قدمه اليمنى على باطن قدمه اليسرى ، ويفضي بمقعدته إلى الأرض ، كما في الصحيحين (٤) ، وظاهرهما تفسيره بما قلناه ، وفاقا للشيخ ومن تبعه من متأخري أصحابنا (٥).
خلافا للإسكافي والمرتضى (٦) ، فقالا بقولين مع تخالفهما لم نجد لشيء منهما مستندا ، هذا وقول المرتضى قريب مما قلناه ، إلاّ أنه زاد : وينصب طرف إبهام رجله اليمنى على الأرض ويستقبل القبلة بركبتيه معا.
( والطمأنينة عقيب رفع الرأس من ) السجدة ( الثانية ) وتسمّى بجلسة الاستراحة. وفضلها مجمع عليه بين الأصحاب ، وفي بعض الأخبار أنها من توقير الصلاة وتركها من الجفاء ، وفي بعضها الأمر به ، كالموثق : « إذا رفعت
__________________
(١) المنتهى ١ : ٢٩٠.
(٢) الكافي ٣ : ٣٢١ / ١ ، التهذيب ٢ : ٧٩ / ٢٩٥ ، الوسائل ٦ : ٣٣٩ أبواب السجود بـ ٢ ح ١.
(٣) فقه الرضا عليهالسلام : ١٠٧.
(٤) الأول : تقدم ذكره في الهامش (٦) من الصفحة المتقدّمة.
الثاني : الكافي ٣ : ٣٣٤ / ١ ، التهذيب ٢ : ٨٣ / ٣٠٨ ، الوسائل ٥ : ٤٦١ أبواب أفعال الصلاة بـ ١ ح ٣.
(٥) الشيخ في الخلاف ١ : ٣٦٣ ، والمبسوط ١ : ١١٥ ، وانظر المعتبر ٢ : ٢١٤ ، والمنتهى ١ : ٢٩٠ ، والشهيد في الذكرى : ٢٠٢ ، والمحقق الثاني في جامع المقاصد ٢ : ٣٠٧.
(٦) حكاه عنهما في الذكرى : ٢٠٢ ، وعن مصباح المرتضى في المنتهى ١ : ٢٩٠.