لا يلائم بعض فقراتها.
ولقد أجاد المحدّث الكاشاني فيما أفاد في توجيه الرواية والتنبيه على تقريب الاستشهاد بها لمذهب الشيخ مع ما فيه وإن لا يخلو بعض فقراتها عن التأمّل. ولا بأس بنقل كلامه ؛ لما فيه من الفوائد.
قال في الوافي ـ على ما حكي (١) عنه ـ بعد ذكر الخبر المذكور : لا بدّ من تمهيد مقدّمة ينكشف بها نقاب الارتياب من هذا الحديث ومن سائر الأحاديث التي نتلوها عليك في هذا الباب وما بعده من الأبواب إن شاء الله.
فنقول وبالله التوفيق : إنّ الشمس إذا طلعت ، كان ظلّها طويلا ، ثمّ لا يزال ينقص حتّى تزول ، فإذا زالت زاد ، ثمّ قد تقرّر أنّ قامة كلّ إنسان سبعة أقدام بأقدامه وثلاث أذرع ونصف بذراعه ، والذراع قدمان ، فلذلك (٢) يعبّر عن السبع بالقدم ، وعن طول الشاخص ـ الذي يقاس به الوقت ـ بالقامة وإن كان في غير الإنسان ، وقد جرت العادة بأن تكون قامة الشاخص ـ الذي يجعل مقياسا لمعرفة الوقت ـ ذراعا ، كما تأتي الإشارة إليه في حديث تعريف الزوال ، وكان رحل رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ الذي كان يقيس به الوقت أيضا ـ ذراعا ، فلأجل ذلك كثيرا يعبّر عن القامة بالذراع ، وعن الذراع بالقامة ، وربّما يعبّر عن الظلّ الباقي عند الزوال من الشاخص بالقامة أيضا ، وكأنّه كان اصطلاحا معهودا ، وبناء هذا الحديث على إرادة هذا المعنى ، كما ستطّلع عليه.
ثمّ إنّ كلّا من هذه الألفاظ قد يستعمل لتعريف أوّل وقتي فضيلة
__________________
(١) الحاكي عنه هو البحراني في الحدائق الناضرة ٦ : ١٤٥ ـ ١٤٨.
(٢) في «ض ١١ ، ١٤» : «فلذا».