كان ظلّ القامة أقلّ أو أكثر ، كان الوقت محصورا بالذراع والذراعين ، فهذا تفسير القامة والقامتين والذراع والذراعين» (١).
وفي المدارك ـ بعد نقل استدلال الشيخ بالرواية ـ قال : وهذه الرواية ضعيفة بالإرسال ، وجهالة صالح بن سعيد ، ومتنها متهافت مضطرب لا يدلّ على المطلوب. وأيضا فإنّ قدر الظلّ الأوّل غير منضبط وقد ينعدم في بعض الأوقات ، فلو نيط الوقت به ، لزم التكليف بعبادة موقّتة في [غير وقت أو في] (٢) وقت يقصر عنها ، وهو معلوم البطلان (٣). انتهى.
ويرد عليه أيضا أنّ المقصود بالسؤال والجواب في هذه الرواية ـ بحسب الظاهر ـ إنّما هو توجيه الأخبار المختلفة الواردة لتحديد أوّل وقت الظهرين ، فما أشبه سؤال هذا السائل بالسؤال الواقع فيما رواه [محمّد بن] (٤) أحمد بن يحيى ، قال : كتب بعض أصحابنا إلى أبي الحسن عليهالسلام : روي عن آبائك القدم والقدمين والأربع والقامة والقامتين وظلّ مثلك والذراع والذراعين ، فكتب عليهالسلام «لا القدم ولا القدمين ، إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين وبين يديها سبحة» (٥) الحديث ، فالرواية أجنبيّة عن مطلب الشيخ.
وقد تكلّف بعض في توجيه الرواية وتطبيقها على مذهب الشيخ بما
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٢٤ / ٦٧ نقلا عن الكليني في الكافي ٣ : ٢٧٧ / ٧ ، وعنهما في الوسائل ، الباب ٨ من أبواب المواقيت ، ح ٣٤.
(٢) ما بين المعقوفين من المصدر.
(٣) مدارك الأحكام ٣ : ٦٨.
(٤) ما بين المعقوفين من المصدر.
(٥) تقدّم تخريجه في ص ٩٦ ، الهامش (١).