التغيّر التقديري في مبحث المياه من كتاب الطهارة ما له نفع للمقام ، فراجع (١).
(ويعلم الزوال) الذي قد أنيطت الصلاة به ، المعبّر عنه في الكتاب العزيز بالدلوك (٢) ـ بأمور وقع التنبيه عليها في الأخبار وفي كلمات الأصحاب رضوان الله عليهم :
الأوّل : (بزيادة الظلّ) الحاصل للشاخص المنصوب على سطح الأفق ، أي على سطح الأرض بحيث يكون الشاخص عمودا على السطح ، أي واقفا على جهة الاستواء غير مائل إلى جهة من جوانبه (بعد نقصانه) أو حدوثه بعد انعدامه ، كما قد يتّفق في بعض البلاد في يوم أو يومين ، فإنّه إذا طلعت الشمس ، وقع للشاخص المفروض قائما على سطح الأفق ظلّ طويل في جانب المغرب ثمّ لا يزال ينقص حتّى تبلغ الشمس كبد السماء وتصل إلى دائرة نصف النهار ، وهي دائرة عظيمة موهومة تفصل بين المشرق والمغرب تقاطع دائرة الأفق على نقطتين هما : نقطة الجنوب والشمال ، وقطباها : نقطتا المشرق والمغرب ، وحينئذ يكون ظلّ الشاخص المذكور واقعا على خطّ نصف النهار ، أي الخطّ الموهوم الواصل بين نقطتي الجنوب والشمال ، وهناك ينتهي نقصان الظلّ المذكور ، وقد لا يبقى حينئذ للشاخص ظلّ في بعض البلاد التي تتّفق فيها مسامتة الشمس لرأس الشاخص مسامتة حقيقيّة ، فإذا زالت الشمس عن وسط السماء ومالت عن تلك الدائرة إلى المغرب ، فإن لم يكن بقي ظلّ ، حدث حينئذ في جانب المشرق ، وكان ذلك علامة الزوال ، وإن كان قد بقي ، أخذ في الزيادة ، فتكون الزيادة حينئذ
__________________
(١) ج ١ ، ص ٥١ وما بعدها.
(٢) الإسراء ١٧ : ٧٨.