فيقام ، فما دام ترى الظلّ ينقص فلم تزل ، فإذا زاد الظلّ بعد النقصان فقد زالت» (١).
ومرسلة الصدوق ، قال : قال الصادق عليهالسلام : «تبيان زوال الشمس أن تأخذ عودا طوله ذراع وأربع أصابع ، فتجعل أربع أصابع في الأرض ، فإذا نقص الظلّ حتّى يبلغ غايته ثمّ زاد فقد زالت الشمس ، وتفتح أبواب السماء ، وتهبّ الرياح ، وتقضى الحوائج العظام» (٢).
الثاني : بميل ظلّ الشاخص عن خطّ نصف النهار إلى جانب المشرق ، ضرورة أنّ ظلّ الشاخص عند وصول الشمس إلى دائرة نصف النهار يقع على خطّ نصف النهار ، كما تقدّمت الإشارة إليه ، وعند ميلها عن الدائرة إلى جانب المغرب يميل الظلّ إلى المشرق.
وهذه العلامة أيضا ـ كسابقتها ـ عامّة يميّز الزوال بها في كلّ مكان ، وهي أبين من سائر العلامات ، فإنّه يعرف بها أوّل الوقت على سبيل التحقيق ، دون غيرها حتّى العلامة السابقة ، فإنّ زيادة الظلّ بعد نقصانه وإن كانت من لوازم أوّل الوقت عقلا لكن تمييزها حسّا يتوقّف غالبا على مضيّ مقدار معتدّ به من الزوال ، وأمّا ميل الظلّ عن خطّ نصف النهار إلى جانب المشرق فيدرك بالحسّ في أوّل آناته ، لكنّه موقوف على إحراز خطّ نصف النهار.
وطريق استخراج ذلك الخطّ ـ على ما ذكره جملة من الأصحاب ـ أن [تسوّي] (٣) موضعا من الأرض تسوية صحيحة بحيث تخلو عن الانخفاض و
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٢٧ / ٧٦ ، الوسائل ، الباب ١١ من أبواب المواقيت ، ح ٢.
(٢) الفقيه ١ : ١٤٥ / ٦٧٣ ، الوسائل ، الباب ١١ من أبواب المواقيت ، ح ٤.
(٣) بدل ما بين المعقوفين في النسخ الخطّيّة والحجريّة : «تساوي». والصحيح ما أثبتناه.