الشهيد ، لكن نقل متن الرواية عن غير خطّ الشيخ «تتركهما» (١) بدل «تركعهما» فإن كان ما بعده «حين تركع الغداة» فظاهرها عكس ما ذكره الشهيد ، بخلاف ما لو كان «تترك» : أو «تزول».
وفي الجواهر عمّا حضره من نسخة الوافي أنّه حكاها عن خطّ الشيخ بدل «تترك» : «تنزل» وقال (٢) في تفسيره : يعني ابتداء نزولها ؛ لأنّها قبل صلاة الغداة (٣).
أقول : فظاهرها على هذا التقدير أنّ وقتهما عند طلوع الفجر. وعلى تقدير أن يكون صدرها «تتركهما» بدل «تركعهما» كما عن غير خطّ الشيخ ، فيحتمل قويّا أن يكون المراد بنزول وقت الغداة حضور وقتها الفعلي الذي يقول فيه المؤذّن :«قد قامت الصلاة» كما في رواية إسحاق بن عمّار ، المتقدّمة (٤) التصريح بأنّه يدعهما في هذا الحين.
وعن الذخيرة أنّه نقلها هكذا : «تركعهما حين تنوّر الغداة» (٥).
أقول : فعلى هذا يحتمل أن يكون المراد بتنوّر الصبح استبانته وإضاءته حسنا ، أي أوّل طلوع الفجر الصادق ، وأن يكون المراد إسفاره.
وكيف كان فلا يصحّ الاعتماد على مثل هذه الرواية في إثبات شيء ممّا ذكر بعد أن وقع فيها ما سمعته من الاختلاف ، فليتأمّل.
(ويجوز أن تقضي الفرائض الخمس في كلّ وقت ما لم يتضيّق
__________________
(١) الذكرى ٢ : ٣٧٩.
(٢) أي : صاحب الوافي.
(٣) جواهر الكلام ٧ : ٢٣٩ ، وانظر : الوافي ٧ : ٣١٦ ، ذيل ح ٥٩٩٦ ـ ١٨.
(٤) في ص ٣٠٦ ـ ٣٠٧.
(٥) ذخيرة المعاد : ٢٠١ ، وحكاه عنها صاحب الجواهر فيها ٧ : ٢٤٠.