نصّ في إرادة أوّل الوقت الذي يحرم عنده الأكل للصائم ، فكيف يحمل على استحباب التأخير!؟
فالذي يقتضيه التحقيق أنّه يعتبر في تحقّق الفجر اعتراضه في الافق على وجه يشبه نهر سورى والقبطيّة البيضاء ، وفي حصول المشابهة بهما في مبادئ أخذ الافق في البياض قبل أن يضيء حسنا تأمّل ، بل صدق تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود ـ كما انيط به حرمة الأكل في الكتاب والسنّة ـ أيضا لا يخلو عن خفاء ، فالأحوط إن لم يكن أقوى هو التأخير في الجملة حتّى تتبيّن استطالته في الافق بحيث يرى في سواد الليل ، كنهر مرئيّ من بعيد ، أو كثوب أبيض رقيق منشور.
تنبيهان :
الأوّل : حكي عن شيخنا البهائي رحمهاللهفي كتاب الحبل المتين ـ في شرح قوله عليهالسلام في حسنة (١) عليّ بن عطيّة : «[كأنّه] (٢) نباض سورى» ـ أنّه قال : وسورى ـ على وزن بشرى ـ موضع بالعراق من أرض بابل ، والمراد بنباضها نهرها ، كما في رواية (٣) هشام بن الهذيل عن الكاظم عليهالسلام. ثمّ ساق الرواية كما قدّمناها.
وقال في حاشية الكتاب ـ على ما حكي عنه ـ : النباض بالنون والباء الموحّدة وآخره ضاد معجمة ، وأصله من «نبض الماء إذا سال» وربّما قرئ بالباء
__________________
(١) تقدّمت الحسنة في ص ١٢٨ ، وبلفظ «بياض» بدل «نباض».
(٢) بدل ما بين المعقوفين في النسخ الخطّيّة والحجريّة : «كأنّها». والمثبت من المصدر.
(٣) تقدّم تخريجها في ص ١٢٨ ، الهامش (٣).