ولكن فيه ما لا يخفى ؛ ضرورة أنّ شرائط الصلاة من الستر والاستقبال والوقت وغير ذلك لا بدّ من كونها محرزة مادام التشاغل بفعل الصلاة ، فما لم يتحقّق الفراغ منها لم يتجاوز محلّ إحراز الشرائط.
هذا ، مع أنّ العبرة بتجاوز محلّ الشيء ، لا محلّ إحرازه.
نعم ، للتوهّم المذكور مجال بالنسبة إلى مثل الطهارة الحدثيّة المنتزعة من فعل خارجيّ متقدّم على الصلاة في الرتبة.
لكن قد تبيّن في محلّه فساد هذا الوهم بالنسبة إليها أيضا فضلا عن مثل المقام.
(وإن كان الوقت قد دخل) عليه (وهو متلبّس) بها (ولو قبل التسليم) أو فيه بناء على أنّه من الصلاة ، كما هو الأقوى (لم يعد على الأظهر) الأشهر بل المشهور ، كما في الجواهر (١) وغيره (٢).
خلافا للسيّد والإسكافي ـ على ما حكي عنهما ـ فقالا بوجوب الإعادة (٣) ، ونسبه الأوّل منهما إلى محقّقي أصحابنا ومحصّليهم (٤).
حجّة المشهور : رواية إسماعيل بن رياح عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : «إذا صلّيت وأنت ترى أنّك في وقت ولم يدخل الوقت فدخل الوقت وأنت في
__________________
(١) جواهر الكلام ٧ : ٢٧٦.
(٢) مسالك الافهام ١ : ١٤٨ ، التنقيح الرائع ١ : ١٧١ ، الحدائق الناضرة ٦ : ٢٩٢.
(٣) رسائل الشريف المرتضى ٢ : ٣٥٠ ، وحكاه عنهما المحقّق في المعتبر ٢ : ٦٢ ، والعلّامة الحلّي في مختلف الشيعة ٢ : ٦٨ ، ضمن المسألة ١٨.
(٤) رسائل الشريف المرتضى ٢ : ٣٥٠.