ولما جيء برأس الامام إلى الشام كان الصحابي وائلة بن الاسقع هناك فتميز غيظا ، فالتقى به رجل من أهل الشام ، فاندفع يقول :
«لا أزال أحب عليا والحسن والحسين وفاطمة أبدا بعد ما سمعت رسول اللّه (ص) يقول فيهم : ما قال».
«ما قال رسول اللّه (ص) فيهم؟»
«جئت رسول اللّه (ص) وهو في منزل أم سلمة ، وجاء الحسن فاجلسه على فخذه اليمنى ، وجاء الحسين فاجلسه على فخذه الأيسر وقبله ثم جاءت فاطمة فاجلسها بين يديه ، ثم دعا بعلي فجاء ، وجعل عليهم كساء خيبريا ، كأني انظر إليه ، ثم قال : «انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» (١).
ومن أشد الناقمين على يزيد عبد اللّه بن عباس ، فقد كتب إليه يزيد يستميل وده ، ويطلب منه ما زرته على ابن الزبير فكتب إليه ابن عباس هذه الرسالة :
أما بعد : فقد جاءني كتابك فاما تركي بيعة ابن الزبير فو اللّه ما ارجو بذلك برك ولا حمدك لكن اللّه بالذي أنوي عليم ، وزعمت انك لست بناس بري فاحبس أيها الانسان برك عني فاني حابس عنك بري ،
__________________
(١) فضائل الامام امير المؤمنين (ص ٢٦٤) لعبد اللّه بن أحمد ابن حنبل من مخطوطات مكتبة الامام الحكيم.