خروجه من زاوية الحكم الشرعي ، وانما نظروا إليه بعين المنفعة المادية فقد كان الحكم الأموي يغدق عليهم بالأموال ، فخافوا عليه من الانهيار والدمار.
وندد جماعة من المتأخرين بخروج الامام على يزيد واعتبروه خروجا على ارادة الأمة.
وتنكر الشيخ الخضري شيخ الأزهر في بحوثه التاريخية والاسلامية لأهل البيت (ع) الذين أمر اللّه بمودتهم والاخلاص إليهم فقال في الحسين «إن الحسين اخطأ خطئا عظيما في خروجه هذا الذي جرّ للأمة وبال الفرقة والاختلاف : وزعزع عماد الفتها إلى يومنا هذا» (١).
ان الامام قد أصاب كل الصواب وأحسن الى الأمة في خروجه فله الفضل على كل مسلم فانه لو لا تضحيته لما بقى للاسلام اسم ولا رسم فقد قضى عليه السلام ، على المخططات الأموية الهادفة إلى محو الاسلام وازالة جميع ارصدته ، وقد فدى الحسين بتضحيته دين الاسلام وكلمة التوحيد.
يقول محمد النجار : «أما أحقية الحسين بالخلافة فهي فكرة تنطوي عليها قلوب الغالبية من الناس ، ولكن ما قيمة هذه القلوب اذا لم تؤيدها
__________________
(١) تأريخ الأمة الاسلامية ١ / ٥١٧