ومن انصار الامام الحسين الذين صهر نفوسهم الايمان باللّه زهير بن القين فقد كان يتعجل الرواح الى الجنة لمصافحة الرسول (ص) وقد اتجه صوب الامام وهو جذلان مسرور بما يقوم به من التضحية في سبيله ، ووضع يده على منكب الحسين وهو يخاطبه بهذا الرجز :
اقدم هديت هاديا مهديا |
|
فاليوم القى جدك النبيا |
وحسنا والمرتضى عليا |
|
وذا الجناحين الفتى الكميا |
واسد اللّه الشهيد الحيا
وكشف هذا الرجز عن ايمانه الراسخ فانه على يقين لا يخامره شك انه سيحظى بملاقاة النبي (ص) ووصيه الامام امير المؤمنين والحسن وجعفرا وحمزة ، وكان ذلك من اروع ما يصبو إليه. واجابه الامام :
«وأنا القاهم على أثرك» (١)
وحمل البطل على معسكر ابن زياد وهو يرتجز :
أنا زهير وانا ابن القين |
|
اذودكم بالسيف عن حسين |
لقد عرفهم بنفسه ، واعلن لهم انه انما يناجزهم الحرب دفاعا عن سيده الحسين ، وقاتل كاعنف واشد ما يكون القتال ، وقد قتل فيما يقول المؤرخون مائة وعشرين رجلا (٢) وابلى فى المعركة بلاء يتعاظم عنه الوصف ، وشد عليه المهاجر بن اوس ، وكثير بن عبد اللّه الشعبي فقاتلاه ومشى لمصرعه الحسين وهو مثقل بالهموم والأحزان فألقى عليه نظرة الوداع الأخير ، وراح يؤبنه قائلا :
__________________
(١) تأريخ الطبري ٦ / ٢٥٣
(٢) مقتل المقرم (ص ٢٩٩)