وكانوا يرغبون أشد الرغبة في أن يعافيهم اللّه من الابتلاء بقتاله فضلا عن قتله ، ويبذلون جاهدهم في اقناعه بالنزول على حكم ابن زياد ومبايعة يزيد فاذا كان الحسين أبى أن يستسلم ليدخل فيما دخل فيه المسلمون وقاوم بالقوة فمقابلته وقتاله من الوجهة الشرعية والوجهة السياسية سائغا» (١).
ويرى دروزه ان قتل ريحانة رسول اللّه (ص) وسيد شباب أهل الجنة كان سائغا من الوجهة الشرعية والوجهة السياسية ، لا اكاد اعتقد ان السفكة الجلادين من قتلة الحسين اكثر حقدا وعداء للامام من هذا الانسان الذي ران الباطل على ضميره فماج في تيارات سحيقة من المنكر والاثم.
ويرى طه حسين ان يزيد مسئول عن اراقة دماء الامام ، وليس من الصحيح القول بأن تبعة هذه الجريمة ملقاة على ابن مرجانة قال :
«والرواة يزعمون أن يزيد تبرأ من قتل الحسين على هذا النحو فالقى عبء هذا الاثم على ابن مرجانة عبيد اللّه بن زياد ، ولكنا لا نراه لام ابن زياد ولا عاقبه ، ولا عزله عن عمله كله او بعضه ، ومن قبله معاوية قتل حجر بن عدي وأصحابه ، ثم القى عبء قتلهم على زياد وقال :
حملني ابن سمية فاحتملت» (٢).
ان ابن زياد لم يفعل ما فعل الا بأمر قاطع من يزيد ، ولو كان لم يرض بذلك لحاسبه على جريمته وما جلس وإياه في مجلس الشراب ولما
__________________
(١) تاريخ الجنس العربي ٨ / ٣٨٣.
(٢) الفتنة الكبرى ٢ / ٢٦٥