ناقته ، وقال له :
«يا أخي ألم تعدني فيما سألتك؟»
«بلى ولكن أتاني رسول اللّه (ص) بعد ما فارقتك ، وقال لي يا حسين اخرج فان اللّه شاء أن يراك قتيلا».
وذعر محمد ، وسرت الرعدة باوصاله ، ودموعه تتبلور على خديه وهو يقول :
«فما معنى حمل هؤلاء النساء والاطفال ، وأنت خارج على مثل هذا الحال».
فاجابه الامام بعزم وطمأنينة قائلا :
«قد شاء اللّه ان يراهن سبايا» (١).
وفزعت أم المؤمنين السيدة أمّ سلمة حينما علمت ان الامام قد عزم على الخروج إلى العراق ، وكان في ذلك الوقت في يثرب قبل ان يتوجه إلى مكة فهرعت إليه قائلة بصوت حزين النبرات :
«يا بني لا تحزني بخروجك إلى العراق فاني سمعت جدك رسول اللّه (ص) يقول : يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في ارض يقال لها كربلا ، وعندي تربتك في قارورة دفعها إلي النبي».
فاجابها الامام بعزم ورباطة جأش قائلا :
«يا اماه ، وانا اعلم اني مقتول مذبوح ظلما وعدوانا ، وقد شاء عز وجل ان يرى حرمي ورهطي مشردين ، واطفالي مذبوحين ، مأسورين
__________________
(١) الدرك المسلوك ١ / ١٠٩