مخافة في الدنيا توجب امان الآخرة عنده» (١).
وكان محمد بن الحنفية في يثرب ، فلما علم بعزم اخيه على الخروج الى العراق توجه الى مكة (٢) ، وقد وصل إليها في الليلة التي اراد الخروج في صبيحتها الى العراق ، وقصده فور وصوله فبادره قائلا :
«يا اخي ان اهل الكوفة قد عرفت غدرهم بابيك واخيك ، وقد خفت ان يكون حالك حال من مضى ، فان اردت ان تقيم في الحرم فانك اعز من بالحرم ، وامنعهم».
وشكر له الامام عواطفه ونصيحته وقال له :
«خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية ، فأكون الذي تستباح به حرمة هذا البيت».
فقال محمد : «فان خفت ذلك فسر إلى اليمن او بعض نواحي البر فانك امنع الناس به ، ولا يقدر عليك احد».
قال الحسين : «انظر فيما قلت» (٣)
ولما كان وقت السحر بلغه شخوصه إلى العراق وكان يتوضأ فبكى حتى سمع وقع دموعه في الطست (٤) واسرع محمد إلى أخيه ، فاخذ بزمام
__________________
(١) تأريخ ابن عساكر ١٣ / ٧٠
(٢) تأريخ الاسلام للذهبي ١ / ٣٤٢
(٣) الدر المسلوك ١ / ١٠٩ ، وقريب من هذا الحديث جرى بين الامام وأخيه حينما كان في يثرب.
(٤) أنساب الأشراف ق ١ ج ١ ، وفي الصواعق المحرقة (ص ١١٧) انه بكى حتى ملأ الطست من دموعه.