الاسلام وحرمة قريش ، وحرمة العرب ، فاللّه اللّه لا تفعل ولا تأت الكوفة ، ولا تعرض نفسك لبني أميّة» (١).
وارسل عمرو بن سعيد الأشدق رسالة للامام يتعهد فيها له بالأمان وعدم التعرض له بمكروه ، وقد جاء فيها :
«إني اسأل اللّه ان يلهمك رشدك ، وان يعرفك عما يراد بك ، بلغني انك قد عزمت على الشخوص إلى العراق ، فاني اعيذك باللّه من الشقاق ، فان كنت خائفا فاقبل إلي فلك عندي الامان والصلة»
وكيف يخضع أبي الضيم للاشدق ، ويطلب منه الامان ، لقد اراد الأشدق ان يكون الامام تحت قبضته حتى لا يملك من امره شيئا ولم يخف على الامام ذلك فأجابه.
«ان كنت اردت بكتابك صلتي فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة ..
وانه لم يشاقق من دعا الى اللّه وعمل صالحا وقال : إنني من المسلمين ، وخير الامان امان اللّه ، ولم يؤمن باللّه من لم يخفه في الدنيا ، فنسأل اللّه
__________________
(١) وسيلة المال في عد مناقب الآل (ص ١٨٩) وفي تأريخ ابن عساكر ١٣ / ٦٨ ان عبد اللّه بن مطيع قال للحسين : (فداك أبي وأمي متعنا بنفسك ولا تسر إلى العراق فو اللّه لئن قتلك هؤلاء القوم ليتخذونا خولا وعبيدا» وفي العقد الفريد ٣ / ١٣٣ انه لقي الامام فقال له : يا أبا عبد اللّه لا سقانا اللّه بعدك ماء طيبا أين تريد؟ فقال (ع) : مات معاوية ، وجاءني اكثر من حمل صحف ، فقال عبد اللّه : لا تفعل فو اللّه ما حافظوا أباك وكان خيرا منك فكيف يحفظونك؟ واللّه لئن قتلت لا بقيت حرمة بعدك إلا استحلت.