عمق الإيمان وروعة التصميم : «هوّن ما نزل بي أنّه بعين الله».
أجل ، بعين الله رزاياك ، وفي سبيل الإسلام ما عانيته من أهوال تلك الكوارث والخطوب.
سيّدي أبا الأحرار ، لقد عوّضك الله عمّا قاسيته من ضروب المحن وصنوف البلاء أنواع الكرامة ، فمنحك في الدار الآخرة الفردوس الأعلى ، وأنزلك به منزلاً كريماً تتبوّأ به حيثما شئت ، وجعلك سيّد شباب أهل الجنّة ، والشفيع المطاع.
وأمّا في هذه الدار الفانية فقد جعل ذِكرك فيها ندياً خالداً ، والدنيا بأسرها خاضعة لك ، فأنت حديث الدهر مهما تطاولت لَياليه أيّاماً وصرن لَيالياً. وأمّا خصومك فقد تمزّقوا كل ممزّق ، ودفنهم التاريخ في مجاهل سحيقة من الخزي والعار ولعنة الناس.
لقد بقيت أنت وحدك ملء فم الدنيا ورهن الخلود ، وأُنشودة الأحرار في كل جيل ، وعَلماً يهتدي بك المصلحون في تحقيق ما ينفع الناس.