أ ـ إعداد الأطفال بالبيئة الصالحة لتحقيق حاجاتهم البيولوجية والاجتماعية.
ب ـ إعدادهم للمشاركة في حياة المجتمع والتعرّف على قِيَمه وعاداته.
ج ـ توفير الاستقرار والأمن والحماية لهم.
د ـ إمدادهم بالوسائل التي تهيّئ لهم تكوين ذواتهم داخل المجتمع (١).
ه ـ تربيتهم بالتربية الأخلاقية والوجدانية والدينية (٢).
وعلى ضوء هذه البحوث التربوية الحديثة عن الاُسرة ومدى أهمّيتها في تكوين الطفل ، وتقويم سلوكه نجزم بأنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) كان وحيداً في خصائصه ومقوّماته ، التي استمدّها من اُسرته ، فقد نشأ في اُسرة تنتهي إليها كل مكرمة وفضيلة في الإسلام ، فما أظلّت قبّة السماء اُسرة أسمى ولا أزكى من اُسرة آل الرسول (صلّى الله عليه وآله) ... لقد نشأ الإمام الحسين (عليه السّلام) في ظلّ هذ الاُسرة ، وتغذّى بطباعها وأخلاقها ، ونعرض ـ بإيجاز ـ لبعض النقاط المضيئة النابضة بالتربية الفذّة ، التي ظفر بها الحسين (عليه السّلام) في ظلّ الاُسرة النبويّة.
وقام الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) بدوره بتربية سبطه وريحانته ، فأفاض عليه بمكرماته ومثُله ، وغذّاه بقِيَمه ومكوّناته ؛ ليكون صورة عنه ، ويقول الرواة : إنّه كان كثير الاهتمام والاعتناء بشأنه ، فكان يصحبه معه في أكثر أوقاته فيشمّه عرفه وطيبه ، ويرسم له محاسن أفعاله ، ومكارم أخلاقه ، وقد علّمه وهو في غضون الصبا سورة التوحيد (٣) ، ووردت إليه من تمر الصدقة
__________________
(١) النظام التربوي في الإسلام.
(٢) نظام الاُسرة في الإسلام.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٣١٩.