ـ ولِم لا يشتمك إذ شتمته ، فوالله ما أنت عندي بأفضل منه.
وارتاع الإمام من عثمان الذي هام بحبِّ اُسرته ، فساوى بينه وهو من النبي (صلّى الله عليه وآله) بمنزلة هارون من موسى ، وبين الوزغ ابن الوزغ مروان بن الحكم الذي لعنه النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو في صلب أبيه ، وثار الإمام (عليه السّلام) فقال لعثمان : «إليّ تقول هذا القول! وبمروان تعدلني؟! فأنا والله أفضل منك ، وأبي أفضل من أبيك ، واُمّي أفضل من اُمّك ، وهذه نبلي قد نثلتها».
وسكت عثمان ولم يطِق جواباً ، وانصرف الإمام (عليه السّلام) حزيناً قد ساورته الهموم والآلام.
ونكل عثمان تنكيلاً فظيعا بالصحابي العظيم عبد الله بن مسعود فقد أمعن في قهره وظلمه ؛ أمّا سبب ذلك فهو ما ألمعنا إليه عند البحث عن إمارة الوليد بن عقبة على الكوفة ، فقد نقم عليه عبد الله حينما استقرض من بيت المال ولم يؤدّه إليه ، وقد رفع الوليد إلى عثمان أمره فأنكر على ابن مسعود ذلك فاستقال من منصبه ، وقفل راجعاً إلى يثرب ، فلمّا انتهى إليها كان عثمان على المنبر يخطب ، فلمّا رآه خاطب المسلمين وقال لهم : قدمتْ عليكم دويبة سوء ، مَن يمشي على طعامه يقيء ويسلح.
وردّ عليه ابن مسعود ، وقال له : لست كذلك ، ولكنّي صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم بدر ويوم بيعة الرضوان.
وأثار كلام عثمان موجة من الغضب والاستياء في المجتمع ، فاندفعت عائشة تعلن سخطها قائلةً له :