كان عاميا لم يحل له تقليد الحكم بين الناس ، فقد حقت لعنته بإجماع.
وروى عن أبي
عبد الله عليهالسلام انه قال : القضاة أربعة ثلاثة في النار وواحد في الجنة
: رجل قضى بجور وهو لا يعلم أنه جور فهو في النار ، ورجل قضى بالحق وهو لا يعلم
انه حق فهو من أهل النار ، ورجل قضى بالجور وهو يعلم انه جور فهو في النار ، ورجل
قضى بالحق وهو يعلم أنه حق فهو في الجنة .
وهذا صريح
بوقوف الحكم على العلم ووجوبه واستحقاق الحاكم به الثواب ، وفساده من دونه
واستحقاق الحاكم من دونه النار.
وقد تجاوز
التحريم الحكم بالجور والتحاكم الى حكامه الى تحريم مجالسة أهله.
فروى عن محمد
بن مسلم الثقفي انه قال : مر بي أبو جعفر عليهالسلام أو أبو عبد الله عليهالسلام وأنا جالس عند قاضي المدينة ، فدخلت عليه من الغد فقال
لي : ما مجلس رأيتك فيه أمس؟ فقلت : جعلت فداك ان هذا القاضي لي مكرم فربما جلست
اليه ، فقال عليهالسلام لي : وما يؤمنك أن تنزل اللعنة فتعم من في المجلس .
لفظ الحديث
ومعناه مطابق لما تقرر الشرع به من وجوب إنكار المنكر وقبح الرضا به ، والحكم
بالجور من أعظم المنكرات ، فمجالس الحكام به لغير الإنكار والتقية راض بما يجب
إنكاره من الجور واستحقاق اللعنة معا وإذا كانت هذه حال الجليس فحال الحاكم بالجور
ومقلده النظر والتحاكم اليه والأخذ بحكمه أغلظ ، لارتفاع الريب في رضا هؤلاء
بالقبيح.
__________________