ثمّ لم تَلبثوا إلا رَيث أن تسكن نفرتُها (١) ، ويَسلَس قيادها (٢) ، ثمّ أخذتم تورون وَقدَتها ، وتُهيّجون جمرتها (٣) ، وتَستجيبون لِهتاف الشيطان الغويّ ، وإطفاء أنوار الدين الجليّ ، وإخماد سنن النبي الصفيّ ، تسرّون حسواً في ارتغاء ، وتمشون لاهله ووُلده في الخَمَر والضراء (٤) ، ونَصبر منكم على مثل حزّ المدى (٥) ، ووَخز السنان في الحشى (٦) ، وأنتم ـ الآن ـ تزعمون أن لا إرثَ لنا ، « أفحكم الجاهلية يبغون »؟ ، « ومَن أحسن من الله حُكماً لقومٍ يوقنون »؟ أفلا تعلمون؟ بلى تجلّى لكم ـ كالشمس الضاحية ـ أنّي ابنته.
أيها المسلمون! ءأُغلَبُ على إرثيَه.
ياابنَ أبي قُحافة!
__________________
١ ـ رَيث : قَدَر. نفرتها ، نَفَرت الدابة : جَزَعت وتباعَدَت.
٢ ـ يسلس : يَسهل.
٣ ـ تورون : تُخرجون نارها. تُهيّجون : تُثيرون.
٤ ـ الخمر ـ بفتح الخاء والميم ـ : ما يستُرك من الشجر وغيره.
٥ ـ المُدى ـ بضم الميم ـ جمع مُدية : وهي الشفرة أو السكينة.
٦ ـ الوَخز : الطعن. والسنان : رأس الرمح.