فقال : أخيه لقد سقط العلم وقتل أخي العباس!
فكان السيدة زينب إنهد ركنها ، وجلست على الأرض وصرخت : وا أخاه! وا عباساه!
وا قلة ناصراه ، واضيعتاه من بعدك يا أبا الفضل!
فقال الإمام الحسين : « إي والله ، من بعده وا ضيعتاه! وا إنقطاع ظهراه!
وأقبل الحسين ـ كالصقر المنقض ـ حتى وصل إلى أخيه فرآه صريعاً على شاطئ الفرات ، فنزل عن فرسه ووقف عليه منحنياً ، وجلس عند رأسه ، وبكى بكاءً شديداً ، وقال : « يعز ـ والله ـ علي فراقك ، الآن إنكسر ظهري ، وقلت حيلتي ، وشمت بي عدوي ».