فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيَّ كِتَاباً أَقْضِي بِهِ بَيْنَكِ وَبَيْنَ زَوْجِكِ ، وَأَنَا (١) أَكْرَهُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ، فَجَعَلَتْ تَبْكِي وَتَشْتَكِي مَا بِهَا إِلَى اللهِ وَإِلى رَسُولِهِ (٢) صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَانْصَرَفَتْ ، فَسَمِعَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مُحَاوَرَتَهَا (٣) لِرَسُولِهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم فِي زَوْجِهَا (٤) وَمَا شَكَتْ إِلَيْهِ ، فَأَنْزَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِذلِكَ قُرْآناً : ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما ) يَعْنِي مُحَاوَرَتَهَا لِرَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم فِي زَوْجِهَا ( إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) (٥).
فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِلَى الْمَرْأَةِ ، فَأَتَتْهُ ، فَقَالَ لَهَا : جِيئِينِي بِزَوْجِكِ ، فَأَتَتْهُ بِهِ (٦) ، فَقَالَ لَهُ : أَقُلْتَ لِامْرَأَتِكَ هذِهِ : أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ كَظَهْرِ أُمِّي؟ قَالَ (٧) : قَدْ قُلْتُ لَهَا (٨) ذلِكَ (٩) ، فَقَالَ لَهُ (١٠) رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قَدْ أَنْزَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيكَ وَفِي امْرَأَتِكَ (١١) قُرْآناً ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ قَوْلِهِ : ( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها (١٢) ) إِلى قَوْلِهِ : ( إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) فَضُمَّ امْرَأَتَكَ إِلَيْكَ ، فَإِنَّكَ قَدْ قُلْتَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ، قَدْ عَفَا اللهُ عَنْكَ وَغَفَرَ لَكَ ، فَلَا تَعُدْ.
فَانْصَرَفَ (١٣) الرَّجُلُ وَهُوَ نَادِمٌ عَلى مَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ ، وَكَرِهَ (١٤) اللهُ ذلِكَ لِلْمُؤْمِنِينَ
__________________
(١) في « ن » : ـ « أنا ».
(٢) في « م » وحاشية « ن ، جت » وتفسير القمّي : « رسول الله ».
(٣) في « بح ، بخ ، بف » وحاشية « جت » والوافي وتفسير القمّي : « مجادلتها ».
(٤) في الوسائل ، ح ٢٨٦٥٥ : ـ « في زوجها ».
(٥) المجادلة (٥٨) : ١ و ٢.
(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : ـ « به ». وفي تفسير القمّي : « فأتت به ».
(٧) في « بن » والوسائل ، ح ٢٨٦٥٥ وتفسير القمّي : « فقال ».
(٨) في الوسائل ، ح ٢٨٦٥٥ : ـ « لها ».
(٩) في « م ، بن » وحاشية « جت » : « ذاك ».
(١٠) في « بن » والوسائل ، ح ٢٨٦٥٥ : ـ « له ».
(١١) في الوسائل ، ح ٢٨٦٥٥ : ـ « وفي امرأتك ».
(١٢) في « ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » والوسائل ، ح ٢٨٦٥٥ وتفسير القمّي : ـ ( فِي زَوْجِها ).
(١٣) في حاشية « بف » : « وانصرف ».
(١٤) في « بخ ، بف » والوافي : « فكره ».