انه تعالى فعل في المثاب شهوة لذلك أو لبعضه أو لما زاد عليه فلا بد من تمكينه من الوصول اليه وان لم يفعل له شهوة لشيء من ذلك سقطت الشبهة فيه.
وقلنا بدوام الثواب وعقاب الكفر ، لحصول العلم بذلك من دينه صلىاللهعليهوآله ، ومعنى الدوام هو ان جميع المستحق في المعلوم لم يخرج الى الوجود وانما يفعل منه في كل وقت ما يقتضيه استحقاق المثاب أو المعاقب فيها هكذا حالا بعد حال الى مالا آخر له ، لان خروج جميع المستحق الى الوجود.
القول بدوامه وتزايد أحد المستحقين على. من الزائد في كل وقت على غيره وقد ذكرنا.
ان قيل : كيف يصح بقاء أهل النار احياء. وانتفاء ما معه يستحيل وجود حياتهم من البرودات. بناهم بنفوذها في أجسامهم.
قيل : يصح ذلك بأن يفعل القديم تعالى في كل معذب بالبرودة والرطوبة والتأليف ( كذا ) مثل ما نفته (١) النار بحرارتها وشدة نفوذها في جسم المعذب بها حالا بعد حال ، فتأثير النار حاصل في تفكيك بنية المعذب ونفى ما يكون به حيا من المعاني ، والحياة باقية بخلق أمثال ما نفته النار حالا فحالا ليستمر العذاب الذي لولا احداثه لا نتفت الحياة وبطل التعذيب ، وقد نص سبحانه على ذلك بقوله تعالى ( كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ ) (٢) يعنى سبحانه كلما نضجت النار أجسامهم وأشرفوا على الفوت أعادها الله تعالى إلى هيئتها الأولى ليذوقوا العذاب دائما. أعاذنا الله تعالى برحمته من ذلك.
ان قيل : هل للمعذبين في النار ما يغتذون به أكلا وشربا أم لا؟ فان كانوا
__________________
(١) في بعض النسخ :
(٢) سورة النساء ، الاية : ٥٦.