فَمَا أَقْبَحَ الْخَضْرَاءَ والْغَبْرَاءَ (١) يَا رَسُولَ اللهِ ، أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ (٢) ؛ وأَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ (٣) ، وهَمٌّ (٤) لَايَبْرَحُ مِنْ قَلْبِي أَوْ يَخْتَارَ اللهُ لِي دَارَكَ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا مُقِيمٌ ، كَمَدٌ (٥) مُقَيِّحٌ (٦) ، وهَمٌّ مُهَيِّجٌ ، سَرْعَانَ مَا فَرَّقَ بَيْنَنَا ، وإِلَى اللهِ أَشْكُو ، وسَتُنْبِئُكَ (٧) ابْنَتُكَ بِتَظَافُرِ (٨) أُمَّتِكَ عَلى هَضْمِهَا (٩) ، فَأَحْفِهَا (١٠) السُّؤَالَ ، واسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ ، فَكَمْ مِنْ غَلِيلٍ (١١) مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا (١٢) لَمْ تَجِدْ إِلى
__________________
« اختلست ». وقال في مرآة العقول « وهو أظهر ، والاختلاس أخذ الشيء بسرعة حبّاً له ». وقال المازندراني في شرحه : « أخلستُ فلاناً ، أي أخذت حقّه ». ولكنّ اللغة لا تساعده ؛ فإنّ « أَفْعَلَ » من الخلس لازم. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٦٥ ـ ٦٦ ( خلس ).
(١) « الخضراء » : السماء لخُضْرَة لونها. و « الغبراء » : الأرض لغُبْرة لونها ، أو لما فيها من الغُبار. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٥ ( غبر ).
(٢) في « بس » وحاشية « ض ، بر » : « فشديد ».
(٣) « فَمُسَهَّدٌ » ، أي لا نوم فيه ، اسم مكان من السُهْد ، وهو الأَرَقُ ، أي ذهاب النوم في الليل. والسُهُد : القليلُ النوم. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٢٤ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٧٥ ( سهد ).
(٤) اختار المازندراني في شرحه كونه مبتدأً وخبره « كمد ». واحتمل في مرآة العقول كونه خبراً لمبتدأ محذوف ، أو مبتدأً وخبره « كمد » ، أو عطفاً على « مسهّد ».
(٥) « الكَمَدُ » : الحزن المكتوم. وقيل : هو أشدّ الحزن. لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٨١ ( كمد ). واحتمل المازندراني ، والمجلسي كون الكلمة بكاف التشبيه وكسر الميم وشدّ الدال ، بمعنى القيح. وما في اللغة هو « المِدّة ». قال في المرآة : « وهو مضاف إلى « مقيح » اسم فاعل من باب الإفعال أو التفعيل ، أي جرح ذي قيح ».
(٦) « مُقَيِّحٌ » : اسم فاعل من قَيَّحَ الجَرْحُ ، أي صار فيه القَيْح. قال العلاّمة المجلسي : « كمد مقيّح ، أي حزن شديديخرج قلبي ويقيّحه ، أي يوجب سيلان القيح منه ». راجع : المصباح المنير ، ص ٥٢١ ( قيح ).
(٧) يجوز من التفعيل أيضاً.
(٨) يصحّ الكلمة بالظاء والضاد المعجمتين ، وكذا باللظاء والهاء. واتّفقت النسخ على الأوّل. وقال في مرآةالعقول : « والضاد المعجمة أوفق بما في كتب اللغة ... وكأنّ التصحيف من النسّاخ ».
(٩) « الهَضْمُ » : الكَسْرُ. تقول : هَضَمْتُ الشيءَ ، أي كسرته. ويقال : هَضَمهُ حقَّه واهتضمه ، إذا ظلمه وكسر عليه حقّه. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٥٩ ( هضم ).
(١٠) « الإحفاء » : الاستقصاء في الكلام والسؤال. يقال : أحفى فلان بصاحبه ، وحَفِيَ به ، وتَحَفّى ، أي بالغ في برّه والسؤال عن حاله. وأحفى فلان فلاناً ، أي سأله فأكثر عليه في الطلب. لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٨٨ ( حفا ).
(١١) « الغَلِيلُ » : حرارة الجوفِ ، وحرارة الحبّ والحزن. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٧ ( غلل ).
(١٢) « مُعْتَلِجٌ بصدرها » ، أي متلاطم فيه ؛ من اعتلجت الأمواج ، أي تلاطمت والتطمت وضرب بعضها بعضاً ؛