مَا طَلَبُوا (١) ، ونَالُوا (٢) بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا ، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ (٣) عَذَاباً صَبّاً (٤) ونَهْباً (٥) ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عَمَداً (٦) وحِصْناً (٧) ، فَطِرْتَ (٨) ـ واللهِ ـ بِنَعْمَائِهَا (٩) ، وفُزْتَ بِحِبَائِهَا (١٠) ، وأَحْرَزْتَ سَوَابِغَهَا ، وذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا ، لَمْ تُفْلَلْ (١١) حُجَّتُكَ ، ولَمْ يَزِغْ (١٢) قَلْبُكَ ، ولَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ ،
__________________
قوم يدفع العار والضرّ والشين عنهم حين ضعفوا عن مدافعتها ويطلب لهم الجنايات والدماء حين عجزوا عن مطالبتها ». وجعلها الفيض جمع الوَتَرَة ؛ حيث قال : « الوترة ـ محرّكة ـ : خيار كلّ شيء ». والموجود في اللسان : وتَرَة كلّ شيء : حِتارُهُ ، وهو ما استدار من حُرُوفه أي أطرافه. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٤٨ ؛ لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٧٧ ( وتر ).
(١) في الأمالي : « وأدركت إذ تخلّفوا ما عنه تخلّفوا ». وفي كمال الدين : « وأدركت إذ تخلّفوا » كلاهما بدل « أدركتأوتار ما طلبوا ».
(٢) في « ج » : « وناولوا ».
(٣) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بس » ومرآة العقول والأمالي والبحار : « للكافرين ».
(٤) في « بح » : « وصباً ». وعذاب واصب ، أي دائم.
(٥) في « ض » وحاشية « بس » : « نهيّاً ». و « النهيّ » : الذي بلغ غاية السِمَن. وفي الأمالي : « مبيّناً ». وفي كمال الدين : ـ « صبّاً ونهباً ». و « النهب » : الانتهاب ، وهو الغلبةُ على المال والقهرُ. قال المازندراني : « والحمل للمبالغة ، أو الصبّ ، بمعنى الفاعل أو المفعول ، والنهب بمعنى الفاعل ». راجع : المصباح المنير ، ص ٦٢٧ ( نهب ).
(٦) في « ض ، بح » : « عُمُداً ». و « العمود » يجمع جمعَ الكثرة على العَمَد ـ بالتحريك ـ والعُمُد ، بضمّ الأوّل والثاني. وفي « بف » وحاشية « ج » والوافي والأمالي وكمال الدين : « غيثاً ». وقال في مرآة العقول : « ولعلّه أنسب ».
(٧) في « ب » : « حصيناً ». وفي « بف » وحاشية « ج » والوافي والأمالي وكمال الدين : « خصباً ». وقال في مرآة العقول : « ولعلّه أنسب ، والخِصب ـ بالكسر ـ : كثرة العشب ورفاعة العيش. كذا في القاموس ».
(٨) قوله : « فطرت » يحتمل وجهين : الأوّل أن يكون الفاء للعطف والفعل معلوماً ، من الطيران. والثاني أن يكون الفعل مجهولاً من الفطرة ، أي خُلقتَ. قال في مرآة العقول : « قال بعض شرّاح العامّة : فطرت ، بصيغة المجهول بمعنى الخلقة ، وبصيغة المعلوم بمعنى الطيران. وقرئ فُطِّرتَ ، على المجهول وتشديد الطاء. يقال : فطّرتُ الصائم ، إذا أعطيته الفَطور. انتهى ». وراجع : شرح المازندراني.
(٩) في حاشية « ج » : « بنعماتها ». وفي « ج ، ض » والبحار : « بغمّائها » ، أي الحزن والكرب. وفي « ف ، بس » : « بِغِمائها ». و « الغماء » : سقف البيت. وفي « ف » : « بنعمّائها ». وضمير « ها » راجع إلى الخلافة أو العيشة أو الدنيا.
(١٠) « الحباء » : العطاء. يقال : حباه يحبوه ، أي أعطاه. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٠٨ ( حبا ). وفي « ف » : « حيائها ». و « الحَياء » بالفتح : الخصب والمطر.
(١١) في « ف » : « لم تفللّ ». وفلّ السيفَ وفلّله بمعنى ، أي ثلمه وكسره. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٣٠ ( فلل ). ويمكن قراءة « تفلل » بصيغة المعلوم من التفعّل بحذف إحدى التاءين ، كما احتمله في مرآة العقول.
(١٢) « لم يَزِغ » : لم يَملْ ، من الزيغ بمعنى الميل. يقال : زاغ عن الطريق يزيغ إذا عدل عنه. النهاية ، ج ٢ ،