مِثْلُكَ يَغِيبُ عَنْ سَمَاعِ كَلَامٍ (١) يَحْيَا (٢) بِهِ الْأَمْوَاتُ ، ويَمُوتُ (٣) بِهِ الْأَحْيَاءُ ، كُونُوا أَوْعِيَةَ الْعِلْمِ ومَصَابِيحَ الْهُدى ؛ فَإِنَّ ضَوْءَ النَّهَارِ بَعْضُهُ أَضْوَأُ مِنْ بَعْضٍ. (٤)
أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وتَعَالى ـ جَعَلَ ولْدَ إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام أَئِمَّةً ، وفَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ، وآتى دَاوُدَ عليهالسلام زَبُوراً ، وقَدْ عَلِمْتَ بِمَا اسْتَأْثَرَ (٥) بِهِ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم.
يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ (٦) ، إِنِّي أَخَافُ (٧) عَلَيْكَ الْحَسَدَ ، وإِنَّمَا وصَفَ اللهُ بِهِ الْكَافِرِينَ ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ : ( كُفّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) (٨) ولَمْ يَجْعَلِ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِلشَّيْطَانِ عَلَيْكَ سُلْطَاناً.
يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ أَبِيكَ فِيكَ؟ قَالَ : بَلى ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَاكَ عليهالسلام يَقُولُ يَوْمَ الْبَصْرَةِ (٩) : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَبَرَّنِي (١٠) فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ ، فَلْيَبَرَّ مُحَمَّداً وَلَدِي (١١)
__________________
(١) في « ألف ، ج ، ض ، بح ، بس » وحاشية « بر » : « أن يسمع كلاماً ».
(٢) في « ض ، ف ، ه ، و، بف » : « تحيا ». وفي الوافي : « يحيى به الأموات ، أي أموات الجهل. ويموت به الأحياء ، أي بالموت الإرادي عن لذّات هذه النشأة ، الذي هو حياة اخرويّة في دارالدنيا ».
(٣) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بف » : « تموت ».
(٤) في الوافي : « يعني لاتستنكفوا من التعلّم وإن كنتم علماء ؛ فإنّ فوق كلّ ذي علم عليم ».
(٥) في « ب ، ف ، بف » وحاشية « ض ، بح ، بر » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : + « الله ». وقال الراغب : « الاستئثار : التفرّد بالشيء دون غيره ، وقولُهم : استأثر الله بفلان كنايةً عن موته ، تنبيهٌ على أنّه ممّن اصطفاه وتفرّد تعالى به من دون الورى تشريفاً له ». وقال المجلسي : « وقد علمت بما استأثر الله به ، الباء لتقوية التعدية ، وليس « به » في إعلام الورى [ ص ٢١٦ ] وهو أظهر. والاستيثار : التفضيل ». راجع : المفردات للراغب ، ص ٦٢ ( أثر ) ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٠٨.
(٦) في « بس » : ـ « بن عليّ ».
(٧) في مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٠٨ : « في إعلام الورى : إنّي لا أخاف ، وهو أظهر وأنسب بحال المخاطَب بل المخاطِب أيضاً ». وفي إعلام الورى المطبوع ، ص ٢١٦ : « إنّي أخاف » كما في الكافي.
(٨) البقرة (٢) : ١٠٩.
(٩) في « ج » : « يوم الظلّة ».
(١٠) « أن يَبَرَّني » ، من البِرّ بمعنى الإحسان والإطاعة والإتيان بالحقوق. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٣ ( برر ).
(١١) في « ه » : ـ « ولدي ».