تعالى ذكره أنّه
قال : ما أمرت ملائكتي بالدعاء لأحد من خلقي إلاّ استجبت لهم فيه » .
وقال عليه الصلاة
والسلام لأصحابه : « ألا أخبركم بشيء إن فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد
المشرق من المغرب؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : « الصوم يسوّد وجهه ، والصدقة
تكسر ظهره ، والحبّ في الله عزّ وجلّ والمؤازرة في العمل الصالح يقطع دابره ،
والاستغفار يقطع وتينه. ولكلّ شيء زكاة ، وزكاة الأبدان الصيام » .
قلت : قد ذكر
المصنّف رحمهالله في قواعده وجوها من التراجيح . وعليها إيرادات ، من وقف لها وقف عليها.
وأمّا قوله :
يسوّد وجهه : تسويد الوجه هنا من الغيض من الصوم.
وكسر الظهر قد
تكون عبارة عن انقطاع حيله.
والدابر : الأصل ،
وقيل : الآخر ، وعقب الرجل ، دابره.
والوتين : عرق
معلّق به القلب ، إذا قطع مات صاحبه.
وعن الصادق عليهالسلام : « نوم الصائم
عبادة ، وصمته تسبيح ، وعمله متقبّل ، ودعاؤه مستجاب » .
وروي عن جميل بن
درّاج عن الصادق عليهالسلام ، أنّه قال : « من دخل على أخيه وهو صائم ، فأفطر عنده ولم
يعلمه بصومه فيمنّ عليه ، كتب الله له صوم سنة » .
قوله : ولم يعلمه. قلت : فلو أراد بالإعلام سروره وبشارته بإفطاره لينال مثل
ثوابه لم يكن من هذا الباب ، كما سمعناه من بعض الطلاّب. والظاهر من الحديث أنّ
__________________