التصورية بعضها على بعض ، ليكون هناك ظهور تصديقي واحد ، كما هو الحال في الاطلاع على القرائن المتصلة.
لكنه كما ترى مخالف لما هو المعلوم من سيرة المتشرعة عند سماعهم من النبي صلىاللهعليهوآله والأئمة عليهمالسلام الكلام ابتداء ، أو جوابا عن سؤال ، حيث لا ريب في نسبتهم مفاد ظهوره ـ المتحصل منه ومن القرائن المحيطة به والمعلومة لهم ـ للمتكلم ، وعملهم عليه بلا تكلف الفحص عن القرائن المنفصلة ، كما يعملون على ذلك في البيانات العرفية ، لبنائهم على جريان الشارع الأقدس على الطريقة العرفية في البيان ، وعدم خروجه عنها.
كيف وخروجه عن طريقتهم في مثل هذا الأمر المهم الشائع الابتلاء يحتاج إلى بيان خاص منه صريح ملفت لأنظار الناس ، ليرتدعوا عن سيرتهم الارتكازية في معرفة مراده من كلامه ، مع العلم بعدم صدور ذلك منه ، وإلا لظهر وبان ، لتكثر الدواعي لحفظه ، وتوفر الأسباب لانتشاره وظهوره.
ولا مجال لاتكاله في بيان خروجه عن الطريقة العرفية على كثرة القرائن المنفصلة الكاشفة عن مخالفة مراده لظواهر كلامه ..
أولا : لأن ظهور كثرة القرائن بالنحو المذكور أمر متأخر عن عصور التشريع.
وثانيا : لعدم ملازمة كثرتها لخروجه عن الطريقة العرفية المذكورة ، لقرب رجوع ذلك إلى اختفاء القرائن المتصلة الكاشفة عن مراد المتكلم بكلامه ، أو عدم كونه في مقام البيان من بعض الجهات ، أو نحو ذلك.
بل كيف يمكن إيكاله في بيان مراده إلى القرائن المنفصلة مع عدم انضباطها ثبوتا وإثباتا. لتوقف حصولها على أمور غير منضبطة ، كتحقق الداعي للسؤال ، أو الحاجة للبيان الابتدائي ، أو الإجماع والسيرة الكافيين في الكشف عن رأي المعصوم عليهالسلام وغير ذلك. وتوقف وصولها بعد حصولها على تحقق