هذه خلاصة روايات جمع القرآن ، وفي ما يأتي ـ بإذنه تعالى ـ نناقشها استنادا إلى ما جاء فيها :
مناقشة الروايات :
نقول : هب أنّه قتل خمسمائة من ثلاثة آلاف قارئ في يوم اليمامة ، فأين كان الألفان والخمسمائة قارئ الّذين سلموا من تلك المعركة عن آية أو آيتين لم يجدوهما عند غير خزيمة بن ثابت فكتبوهما لأنّ الرسول (ص) جعل شهادة خزيمة بشهادة رجلين؟
وكيف كانوا يحتاجون في كتابة الآية إلى من كان بالبوادي ، فيكتبون ما قبلها وما بعدها ، ويدعون موضعها حتّى يجيء أو يرسل إليه ، وهل كان الرسول (ص) قد بلّغها ذلك الرجل وحده ولم يبلّغ الآية غيره وكتمها عن الآخرين؟
وعلى هذا فما معنى ما جاء في الروايات : انّ جمعا من الصحابة كانوا قد جمعوا القرآن على عهد رسول الله (ص)؟
ثمّ ما السبيل إلى الجمع بين محتوى الروايات الّتي تقول : أوّل من جمع القرآن أبو بكر ، ولكنّه لم يظهره. أو الّتي تقول : أوّل من جمعه عمر وأتمّ عمله عثمان. أو الّتي تقول : انّ القرآن جمع وأودع عند حفصة وأخذه منها عثمان ، وخطّ عليه المصحف الإمام.
كل هذه الروايات تصرّح بأنّه لم يكن القرآن قد جمع على عهد الرسول (ص) وأبي بكر وعمر ، إذا فما بال الروايات المتواترة والمصرّحة بأنّ سبب قيام الخليفة عثمان بكتابة المصحف الإمام اختلاف القراءات في المصاحف المنتشرة بين المسلمين سواء مصاحف الصحابة مثل مصحف ابن مسعود وابيّ أو سائر المسلمين!!