الشبان المسيحيين القادمين من الشرق ، ليتمكّنوا عند عودتهم إلى بلدانهم من نشر تعاليم المذهب الكاثوليكي ، وقد فضل بعض الشبان المارونيين مثل جبرائيل صهيون الإهدني وإبراهيم الحاقلاني وجرجس عميرة وسركيس الرزّي ويوحنا الحصروني البقاء بأوربا بعد إنهاء دراستهم. وقد لعب هؤلاء دورا كبيرا في نشر الكتب العربية بروما وباريس ودعم الدراسات العربية بأوربا بالتدريس والترجمة ونشر الكتب.
وكان فرانسوا سافاري دي بران ، سفير فرنسا في استانبول (١٥٩١ ـ ١٦٠٦ م) ثمّ في روما (١٦٠٨ ـ ١٦١٤ م) ألّف كتيّبا عرض فيه إمكانية استغلال قوّة المسيحيين بالشرق لإزعاج الدولة العثمانية.
وأسّس مطبعة شرقية لنشر الكتب المسيحية في الشرق. وعند عودته إلى باريس عام ١٦١٥ م من روما اصطحب معه جبرائيل صهيون الإهدني ويوحنا الحصروني ، ومن مطبعته الّتي أسّسها في روما حمل معه القوالب والحروف العربية وهما أثمن ما في المطابع في ذلك العهد بقصد تأسيس مطبعة جديدة في باريس وكانت هذه الحروف والقوالب قد عمل على حفرها منذ إقامته بالقسطنطينية ، وهي مجموعات للحروف العربية في ثلاثة أحجام. ونشرت هذه المطبعة كتابا في صناعة النحو من خمسة أجزاء من تأليف جبرائيل صهيون ويوحنا الحصروني ، كما شارك جبرائيل صهيون وجاك دي صولاك في إعداد الأحرف العربية لطباعة الكتاب المقدس المتعدد اللغات ، وكان ذلك في عام ١٦٤٥ م ، وأعاد صهيون طباعة كتاب سبعة مزامير التوبة.
واشترك جبرائيل صهيون ويوحنا الحصروني وإبراهيم الحاقلاني في إعداد النصّ العربي للكتاب المقدّس المتعدّد اللّغات (العربية والسمارية والكلدانية واليونانية والسريانية واللّاتينية والعبرية) وأصدره لوجاي (lejay) عام ١٦٤٥ م.
وقام جبرائيل صهيون بترجمة جزئية للقرآن الكريم باللّغة اللّاتينية عام