وحتى أن القارئ لهذه الترجمة لا يمكن أن يتصور على الإطلاق أن هذا القرآن آية في كمال التعبير بالعربية».
ولا ندري هل كتب دي ريور الترجمة حقا عن العربية أم كانت له مصادر اخرى يستعين بها على ترجمة النص العربي بالصورة الرهيبة الممزّقة الّتي وصل إليها؟ فقد كانت تراجم سابقة على ترجمته في اللغات اللّاتينية والألمانية والإيطالية والهولندية فهل كان دي ريور على غير علم بهذه اللّغات الأوربية بينما كان يتقن العربية والتركية؟ ومن المؤكد أنّه كان على معرفة باللّاتينية الّتي ترجم منها شعر سعدي.
وهل اطلع دي ريور على ترجمة باللغة الأرجوانية لجوناس أندرياس ، والّتي ظلت على شكل مخطوط ، وهي لطبيب يقال إنّه ارتدّ عن الإسلام وأصبح قسّيسا ، وهو من سكان زاتيفافي في مملكة فالينسيا؟
وهل يعتبر عمل دي ريور بداية في ذاته مثل ترجمة ديركلوني دون التأثر بالترجمات الّتي سبقته؟
وفاقت ترجمة ديركلوني في العدوى والانتشار ، فما أن ظهرت عام ١٦٤٧ م في الفرنسية حتى ترجمها الكسندر روس عام ١٦٤٩ كأوّل ترجمة في الإنجليزية ثمّ تبعه ر. تيلور عام ١٦٨٨ في الإنجليزية.
وفي نفس العام ترجمها «لانج» إلى الألمانية ثمّ في عام ١٦٥٧ «جلازماخر» إلى الهولندية ، وقد طبعت ترجمة جلازماخر بعد ذلك طبعات عديدة في أعوام ١٦٥٨ ـ ١٦٩٦ ـ ١٦٩٨ ـ ١٧٢١ ـ ١٧٣٤ ـ ١٧٩٩ م.
ثمّ انتقلت عدوى دي ريور إلى الروسية عام ١٧١٦ م عند ما نقل عنها بوستينكوف (ديمتري كانتماير) ثمّ فريوفكين عام ١٧٩٠ م في الروسية.
وينبغي أن نذكر هنا تأسيس البابا غريغوريوس الثالث عشر (١٥٧٢ ـ ١٥٨٧ م) المعهد اليوناني سنة ١٥٧٦ م والمعهد الماروني سنة ١٥٨٤ م لتعليم