وفي ما افتري على ابن مسعود تحقيق ثلاث غايات للزنادقة :
١ ـ تهديم شخصية صحابي من خواص أصحاب الرسول (ص).
٢ ـ الدفاع عن ولاة أمثال الوليد الفاسق السكير.
٣ ـ والأهم من كل ذلك نشر التشكيك بثبوت النصّ القرآني.
وأتقنوا عملهم التخريبي بنشر نسخ باسم مصحف ابن مسعود كما أخبر عن ذلك النديم في فهرسته وقال :
قال محمّد بن إسحاق (ت : ٣٨٥ ه) : رأيت عدّة مصاحف ذكر نساخها أنّها مصحف ابن مسعود ، ليس فيها مصحفين متفقين (١) وأكثرها في رقّ كثير النسخ وقد رأيت مصحفا قد كتب منذ مائتي سنة فيه فاتحة الكتاب (٢).
يا ترى من نسخ تلك المصاحف المختلقة ونسبها إلى ابن مسعود ، غير الزنادقة الّذين كانوا يحاربون الإسلام ويشككون المسلمين في عقائدهم؟ ولم يقتصر عملهم في التهديم على ما افتروا به على الصحابة ، بل افتروا على وال جائر مثل الحجّاج ، وقالوا انّه بدّل أحد عشر حرفا من مصحف عثمان.
وهكذا لم يبقوا نوعا من أنواع التحريف يتصوّر إلّا ورووا أنّه جرى على القرآن الكريم وأخرجها في كتبهم أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد وسائر المجاميع الحديثية وكتب التفسير وغيرها من مصادر الدراسات الإسلامية ، ومع كل تلكم الافتراءات والزور والبهتان على الله وكتابه ورسوله وأصحاب رسوله كيف لا يقول محدّث كالشيخ النوري بتحريف كتاب ربّ الأرباب والعياذ بالله ولسنا في صدد الدفاع عنه ، فإنّه أساء بجمعه تلك الروايات في كتاب واحد غير أنّا نقول : البادئ أظلم!
__________________
(١) هكذا في الأصل.
(٢) الفهرست ، ص ٢٩.