د ـ إنّ عليّا قنت في الفجر بهاتين السورتين : اللهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك ، إنّ عذابك بالكفار ملحق.
في هذه الروايات :
في الاولى : إنّ جبرائيل (ع) علّم الرسول (ص) أن يدعو بهذا الدعاء بدلا من اللّعن على مضر ، وجاء في أخبار اخرى أنّه كان يذكر في لعنه الّذين قتلوا القرّاء السبعين الذين مضت أخبارهم.
في الثانية : وجدنا أنّ الخليفة الثاني كان يدعو بعد السورة الثانية بهذا الدعاء ومعنى ذلك أنّه كان يدعو بذلك في قنوته.
في الثالثة : إنّه قنت بعد الركوع وقرأ الدعاء بعد البسملة وفي آخرها زعم عبيد أنّه بلغه أنّهما سورتان من مصحف ابن مسعود.
وفي الرابعة : إنّ عليا قنت بهاتين السورتين.
إذا فإنّ أصل الروايات : إنّ جبرائيل علّم الرسول (ص) هذا القنوت واتبعه في ذلك الخليفة عمر والإمام عليّ والوالي الأموي في خراسان كما مرّ بنا خبره وأنّهم جميعا قنتوا بهذا الدعاء ، ومن الجائز أن يكون ابن مسعود كتب القنوت في مصحفه في تفسير بعض الآيات. وإنّ أبا موسى أخبر القرّاء أنّ هذا الدعاء كان مكتوبا في المصاحف قبل أن تجرد المصاحف من حديث الرسول (ص) ، غير أنّه أضيف إليه في بعض الروايات : البسملة وفي بعضها التسمية باسم السورة. فشوّش ذلك على المتأخرين وظنّوا أنّهما كانتا سورتين في مصاحف بعض الصحابة دون بعض ، والسبب في هذه الإضافة أمّا أن يكون نسيان ألفاظ الحديث لرواية الخبر شفها في أكثر من مائة عام أو بدس الزنادقة البسملة ولفظ