قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن الكريم وروايات المدرستين [ ج ٢ ]

القرآن الكريم وروايات المدرستين

القرآن الكريم وروايات المدرستين [ ج ٢ ]

تحمیل

القرآن الكريم وروايات المدرستين [ ج ٢ ]

480/814
*

فكتب الأمير الأموي الوليد إلى عثمان بذلك وقال : إنّه يعيبك ويطعن عليك ، فكتب إليه عثمان يأمره بإشخاصه ، فاجتمع الناس فقالوا : أقم ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه ، فقال : (إنّها ستكون امور وفتن لا احبّ أن أكون أوّل من فتحها). فردّ الناس وخرج إليه (١).

وشيّعه أهل الكوفة فأوصاهم بتقوى الله ولزوم القرآن (٢).

فقالوا له : جزيت خيرا فلقد علّمت جاهلنا ، وثبّت عالمنا ، وأقرأتنا القرآن ، وفقّهتنا في الدّين ، فنعم أخو الإسلام أنت ونعم الخليل ، ثمّ ودّعوه وانصرفوا ، وقدم ابن مسعود المدينة وعثمان يخطب على منبر رسول الله (ص) فلمّا رآه قال :

ألا انّه قد قدمت عليكم دويبة سوء من يمشي على طعامه يقيء ويسلح.

فقال ابن مسعود : لست كذلك ولكني صاحب رسول الله (ص) يوم بدر ويوم بيعة الرضوان (٣).

ونادت عائشة : «أي عثمان! أتقول هذا لصاحب رسول الله؟!».

ـ وفي رواية بعده : «فقال عثمان : اسكتي» ـ ثمّ أمر عثمان به فاخرج من المسجد اخراجا عنيفا ، وضرب به عبد الله بن زمعة الأرض ، ويقال : بل احتمله «يحموم» غلام عثمان ورجلاه تختلفان على عنقه حتى ضرب به الأرض فدقّ ضلعه.

وقام عليّ بأمر ابن مسعود حتى أتى به منزله ، فأقام ابن مسعود بالمدينة لا يأذن له عثمان في الخروج منها إلى ناحية من النواحي ، وأراد ـ حين برئ ـ

__________________

(١) الاستيعاب ، ترجمة ابن مسعود.

(٢) رجعنا إلى رواية البلاذري.

(٣) في كلامه هذا تعريض بعثمان حيث غاب عن بدر وبيعة الرضوان.