ويفتتحها. وأمر الخليفة عمر أبا موسى أن يعينه فتعاونا على فتح البلاد حتى اتّصلت في ما بينهما ، وعلى عهد الخليفة عثمان أراد أن يكرم ابن خاله عبد الله بن سعد بن أبي سرح فعزل عثمان بن سعيد وجمع لابن خاله الولاية على ما افتتحها عثمان بن سعيد وأبو موسى الأشعري ، وكان عبد الله بن عامر من فتيان قريش جوادا من بيت مال المسلمين ، ومن أخباره في ذلك ما رواه ابن عساكر بترجمته من تاريخه وقال :
ارتجّ على عبد الله بن عامر بالبصرة يوم أضحى فمكث ساعة ثمّ قال : والله لا أجمع عليكم عيّا ولؤما. من أخذ شاة من السوق فهي له وثمنها عليّ ، (ولم تحتمله البصرة فكتب إلى عثمان يستأذنه الغزو فأذن له) (١).
لعلّ المراد : لم يحتمل بيت مال البصرة نفقاته في العطاء لمن أمر فانّه بعد ما فتح بلادا كثيرة حج فأفشى في قريش والأنصار الصلات والكساء فأثنوا عليه.
وبسبب ذلك لمّا استعتب عثمان من عماله كان في ما شرطوا عليه أن يقرّ ابن عامر على البصرة ، لتحبّبه إليهم وصلته هذا الحي من قريش ، وبعد قتل الخليفة عثمان حمل بيت مال البصرة وذهب إلى مكة ثمّ إلى الشام ومات قبل معاوية بسنة.
* * *
كان ذلكم أمثلة من أخبار بعض الولاة على عهد الخليفة عثمان ، وكان لسروات قريش والصحابة مواقف في تلك الأحداث ، نذكر بعضها في ما يأتي :
__________________
(١) تاريخ ابن عساكر ، مخطوطة الظاهرية ، مصورة المجمع العلمي ٩ / ق ٢ / ٢٣١ ب و ٢٣٣ ب.