وقد أفصح القول في نسخ التلاوة متأخّرو علماء مدرسة أهل البيت ، فقد جاء في تفسير البيان واصول المظفر واللفظ للأوّل :
(إنّ القول بنسخ التلاوة عين القول بالتحريف) (١).
وهذا هو معنى قول الإمام الباقر (ع) : (أمّا كتاب الله فحرّفوا ، وأمّا العترة فقتلوا).
أمّا الكتاب ، فقد حرّفوه في كتبهم بأقوالهم بالنسخ.
وأمّا العترة فقد قتلوهم بكربلاء بأنواع السلاح ، ولكن الله حفظ كتابه من التحريف كما حفظ خليله إبراهيم من التحريق.
اولئك حرّقوا إبراهيم ، ولكنّ الله حفظه من لظى النار.
وهؤلاء حرّفوا القرآن ، ولكنّ الله حفظه من عبث التحريف.
* * *
بعد عرض ما تقدم ، ندرس ـ بحوله تعالى ـ روايات نقصان القرآن ـ معاذ الله ـ والّتي سمّيت بروايات النسخ والإنساء في ما يأتي :
__________________
(١) البيان في تفسير القرآن لأستاذ الفقهاء السيّد الخوئي ، ط. النجف ، سنة ١٣٩٠ ، ص ٢٢٤ و ٢٢٥ ؛ واصول الفقه للشيخ المظفّر ، ط. النجف ٣ / ٥٢ ، بحث نسخ الكتاب العزيز ـ حقيقة النسخ ـ.