إلى السماء ينتظر أمر الله ، فولّاه الله قبلة يرضاها وكان اليهود يعلمون ـ شأن القبلتين ـ ويكتمون صفة النبيّ (ص) ، وأمر القبلتين.
ولمّا صرف الله نبيّه إلى الكعبة ، قال أهل الكتاب : اشتاق الرجل إلى بيت أبيه ودين قومه!
وقال المشركون من أهل مكّة : تحير على محمد دينه ، فتوجه بقبلته إليكم وعلم أنّكم أهدى منه سبيلا ويوشك أن يدخل في دينكم!
وأشفق المسلمون على من صلّى منهم ـ إلى بيت المقدس ـ ألّا تقبل صلاتهم الماضية ، فقالوا : يا رسول الله! فكيف بالّذين ماتوا وهم يصلّون إلى بيت المقدس؟
وقيل ـ أيضا ـ إنّ ناسا من أسلم ـ من الأنصار ـ رجعوا ـ عن الإسلام ـ وقالوا : مرّة هاهنا! ومرّة هاهنا (١)!
* * *
كانت تلكم أخبار تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ، وفي ما يأتي آياتها :
قال الله سبحانه :
(سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ* وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ
__________________
(١) ما أوردناه من أخبار تحويل القبلة موجز من الروايات في تفسير آيات القبلة بتفسير الطبري ٢ / ٣ ـ ٥ ؛ والسيوطي ١ / ١٤٦. وما أضفناه إليها للتوضيح كتبناه بين خطين تمييزا له من نصوص الروايات.