«وأشرق من جبل فاران ، وورد مع عشرة آلاف من المقرّبين وآتاهم بيمينه شريعة نارية ، يحبّ القبائل ، وجميع مقدّساته في يدك ، ومقرّبين إلى رجلك ، يأخذون تعاليمك».
وجاء في المطبوعة عن النسخة الرومية ما يلي :
«استعلن من جبل فاران ، ومعه ألوف الأطهار ، في يمينه سنّة من نار ، أحبّ الشعوب ، جميع الأطهار بيده ، يقتربون من رجليه ، يقبلون من تعليمه».
ولمّا كان الإشراق من جبل فاران يصدق على نزول شريعة القرآن على خاتم الأنبياء محمّد (ص) بغار حراء في جبل فاران حول مكّة ، وهو الّذي جاء بعد ذلك إلى مكّة ـ أراضي فاران ـ مع عشرة آلاف وفتح مكّة (١) ، وهو الّذي كان في يمينه شريعة نارية أو (سنّة نارية) أي شريعة الحرب ، وهو الّذي (أحبّ القبائل) أو (يحبّ الشعوب) ، كما أعلن القرآن عنه بقوله تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) (الأنبياء / ١٠٧) ، وقوله تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً) (سبأ / ٢٨).
لمّا كان هذا الإشراق يصدق على بعثة خاتم الأنبياء ولا يصدق على غيره فإنّ موسى الّذي جاء مع أخيه وعيسى الّذي كان معه نفر من الحواريين لا يصدق على أحدهما أنّه جاء (مع عشرة آلاف من المقربين).
وكذلك لا يصدق على عيسى أنّه (في يمينه شريعة نارية).
ولا يصدق على موسى الّذي جاء بناموس يخصّ جماعة يعقوب أنّه أحبّ الشعوب أو يحب القبائل (؟).
__________________
(١) روى ابن هشام في سيرته ٤ / ١٧ ، والطبري في تاريخه ١ / ١٦٢٨ ، عن ابن إسحاق قال : كان مع رسول الله (ص) في فتح مكّة «عشرة آلاف من المسلمين».