المتواترة الثابتة في كتب الصحاح والسنن والمسانيد والمتسالم على صحّتها في مدرسة الخلفاء منذ أكثر من ألف سنة!
وعندئذ كيف يتلقّى ذلك منّي إخواني المسلمون الّذين يعتقدون بصحّة كل ما جاء في الصحاح وخاصّة في صحيحي البخاري ومسلم ، فإنّهم يرمون من شكّ في صحّة بعض أحاديثها بالمروق عن الدّين والقيام بالطعن بسنّة سيّد المرسلين (ص) ولا يقبلون القول بلزوم تمحيص الأحاديث المرويّة فيها وقبول ما أثبت البحث صحّته وترك ما عداه.
من أجل ذلك كلّه تركت أوّلا إيراد روايات الأحرف السبعة وما شابهها من الروايات ، لأنّي وجدت الشيخ النوري أشار إليها إشارة عابرة وترك إحسان إلهي ظهير الإجابة عنها ، ولذلك لم أر من الحكمة ذكرها وإثارتها ، حتّى إذا بلغت آخر هذا الجزء من الكتاب وراجعت مؤلّفات المستشرقين لدراستها وتبيان مواطن الضعف فيها وجدتهم قد سبقوني إلى إيراد كل تلك الروايات ، وانّهم استفادوا منها للطعن بثبوت النصّ القرآني ، عندئذ اضطررت إلى العودة إلى جميع تلك الروايات وإيرادها ومناقشتها ، وعقدت هذا الفصل لدراسة روايات الأحرف السبعة ، وأضفت كثيرا من الروايات إلى البحوث السابقة.
وعند ما أنهيت دراسة روايات السبعة أحرف كما مضت راجعت كتب الحديث بمدرسة أهل البيت (ع) ، فوجدت الجواب الكافي عنها عند أئمّة أهل البيت في جملتين قصيرتين يكاد هذا البحث الطويل أن يكون شرحا لهما ، وسنوردهما بعد توجيه السؤال الآتي إلى العلماء بمدرسة الخلفاء :
إنّ الروايات الآنفة تدلّ على عدم ثبوت النصّ القرآني ، فهل يرى العلماء انّ تلكم الروايات صحيحة ومصونة عن الخطأ والنسيان والزيادة والنقصان وانّ النص القرآني غير مصون عن ذلك كما تدل عليه تلكم الروايات!!! أضف إليه أنّ الرواة بمدرسة الخلفاء رووا وقالوا : انّ رسول الله (ص) نسي آيات وسورا