فانطلقنا إلى رسول الله (ص) وإذا عنده رجل ، فقلت له : اختلفنا في قراءتنا ، فإذا وجه رسول الله (ص) قد تغيّر ووجد في نفسه حين ذكرت له الاختلاف ، فقال : إنّما أهلك من قبلكم الاختلاف.
ثمّ أسرّ إلى عليّ ، فقال عليّ : إنّ رسول الله (ص) يأمركم أن يقرأ كلّ رجل منكم كما علّم.
فانطلقنا وكلّ رجل منا يقرأ حروفا لا يقرؤها (١) صاحبه (٢).
وفي تفسير الطبري ومسند أحمد ، قالا ما موجزه :
لمّا خرج ابن مسعود من الكوفة ، اجتمع إليه أصحابه فودّعهم ، ثمّ قال : لا تنازعوا في القرآن ، فإنّه لا يختلف ... وإنّ شريعة الإسلام وحدوده وفرائضه فيه واحدة ، ولو كان شيء من الحرفين ينهى عن شيء يأمر به الآخر كان ذلك الاختلاف ... ولقد رأيتنا نتنازع فيه عند رسول الله (ص) فيأمرنا ، فنقرأ عليه ، فيخبرنا أنّ كلّنا محسن ... ، ولقد قرأت من لسان رسول الله (ص) سبعين سورة. وكان يعرض عليه القرآن في كلّ رمضان. وعرض عليه في عام قبض مرّتين ، فكان إذا فرغ أقرأ عليه ، فيخبرني أنّي محسن ، فمن قرأ على قراءتي فلا يدعنّها رغبة عنها ، ومن قرأ شيئا من هذه الحروف فلا يدعنّه رغبة عنه ، فمن جحد بآية جحد به كلّه (٣).
وفي رواية بمسند أحمد ، قال :
__________________
(١) هكذا في الأصل.
(٢) مستدرك الحاكم وتلخيصه ٢ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤. وقد صحّح الحديث الحاكم والذهبي كلاهما.
(٣) تفسير الطبري ١ / ١١ ؛ ومسند أحمد ١ / ٤٢١ باختصار. وقد أوجزت لفظ الحديث عند الطبري.