٤ ـ قوله تعالى : (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) [الأنعام : ٦] الآية.
قاله هنا وفي النحل ، بلا عاطف من واو أو فاء عقب الهمزة ، وفي الشعراء بواو ، وفي سبأ بفاء لأنّ مثل هذا الكلام يأتي للإنكار ، فإن اعتبر فيه الاستدلال ، لم يؤت بواو ولا فاء ، ليكون كالمستأنف.
وإن اعتبرت فيه المشاهدة أتي بالواو والفاء ، لتدلّ الهمزة على الإنكار ، والواو أو الفاء على عطف ما بعدها على مقدّر قبلها يناسبه في المعنى المناسب لمعنى ما قبل الهمزة ، لكنّ الفاء أشدّ اتصالا بما قبلها من الواو ، والتقدير في الشعراء : (أَ) كذّبوا الرّسل (وَلَمْ يَرَوْا) وفي سبأ : (أَ) كفروا (فَلَمْ يَرَوْا؟)
٥ ـ قوله تعالى : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا) [الأنعام : ١١] الآية. قاله هنا ب (ثُمَ) الدّالة على التراخي ، وفي غير هذه بالفاء ، الدّالة على التعقيب ، مع اشتراكهما في الأمر بالسير ، لأن ما في هذه السورة ، وقع بعد ذكر القرون ، في قوله : (كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) وقوله : (وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) فتعددت القرون في أزمنة متطاولة ، فخصّت الآية هنا ب (ثُمَّ ،) بخلاف ما في غير هذه السورة ، إذ لم يتقدّمه شيء من ذلك ، فخصّت بالفاء.
٦ ـ قوله تعالى : (وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الأنعام : ١٣].
خصّ السّاكن بالذّكر دون المتحرك ، لأن السّاكن من المخلوقات ، أكثر عددا من المتحرّك.
أو لأن كل متحرك يصير إلى السّكون ، من غير عكس.
أو لأن السّكون هو الأصل ، والحركة حادثة عليه.
٧ ـ قوله تعالى : (وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ) [الأنعام : ١٤] الآية. خصّ الإطعام بالذكر ، لأن الحاجة إليه أتمّ.
٨ ـ قوله تعالى : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) [الأنعام : ١٩].
إن قلت : كيف اكتفي من النبي صلىاللهعليهوسلم في الجواب بقوله : (اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي