سورة الحجرات
١ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ..) [الحجرات : ١] الآية.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ذكر في السورة خمس مرات ، والمخاطبون فيها المؤمنون ، والمخاطب به أمر ، أو نهي ، وذكر فيها (يا أَيُّهَا النَّاسُ) مرّة ، والمخاطبون فيها يعمّ المؤمنين والكافرون ، كما أن المخاطب به وهو قوله : (إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى) يعمّهما ، فناسب فيها ذكر النّاس ، وقوله : (لا تُقَدِّمُوا) من قدّم بمعنى تقدم ، لأن المراد به نهيهم عن أن يتقدّموا على النبي صلىاللهعليهوسلم بقول ، أو فعل ، لا عن أن يقدّموا غيرهم.
٢ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ) [الحجرات : ٢].
فائدة ذكر (وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ) بعد قوله : (لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ) النهي عن الجهر في مخاطبته ، وإن لم يتضمّن رفع أصواتهم على صوته.
وقيل : المراد النهي عن مخاطبته صلىاللهعليهوسلم باسمه.
٣ ـ قوله تعالى : (أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) [الحجرات : ٢].
أي : مخافة حبوطها.
فإن قلت : كيف قال ذلك ، مع أنّ الأعمال إنما تحبط بالكفر ، ورفع الصوت على صوت النبي ليس بكفر؟
قلت : المراد الاستخفاف بالنبي صلىاللهعليهوسلم ، لأنه ربما يؤدي إلى الكفر.
وقيل : حبوط العمل هنا مجاز عن نقصان المنزلة ، وانحطاط الرتبة.
٤ ـ قوله تعالى : (وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ) [الحجرات : ٧].
إن قلت : ما فائدة الجمع بين الفسق والعصيان؟!
قلت : الفسوق : الكذب كما نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما ، والعصيان : بقيّة المعاصي ، وإنما أفرد الكذب بالذّكر ، لأنه سبب نزول هذه الآية.