سورة الحجر
١ ـ قوله تعالى : (وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) [الحجر : ٦].
إن قلت : كيف وصفوه بالجنون مع قولهم : (نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) أي القرآن ، المستلزم ذلك لاعترافهم بنبوته؟
قلت : إنما قالوا ذلك استهزاء وسخرية ، لا اعترافا ، كما قال فرعون لقومه : (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) [الشعراء : ٢٧].
أو فيه حذف : أي يا أيها الذي تدّعي أنك نزل عليك الذكر.
٢ ـ قوله تعالى : (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ) [الحجر : ٢٣].
إن قلت : كيف قال ذلك ، والوارث من يتجدد له الملك ، بعد فناء المورث ، والله تعالى لم يتجدد له ملك ، لأنه لم يزل مالكا للعالم؟!
قلت : الوارث لغة هو الباقي بعد فناء غيره ، ولم يتجدد له ملك ، فمعنى الآية : ونحن الباقون بعد فناء الخلائق لما كانوا يعتقدون أنهم مالكون ، ويسمون بذلك أيضا مجازا ثم ماتوا ، خلصت الأملاك كلها لله تعالى عن ذلك التعلق ، فبهذا الاعتبار سمي وارثا.
ونظير ذلك قوله تعالى : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) [غافر : ١٦] ، والملك له أزلي وأبدي.
٣ ـ قوله تعالى : (وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ) [الحجر : ٣٥].
قال ذلك هنا بتعريف الجنس ، ليناسب ما قبله من التعبير بالجنس ، في قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) [الحجر : ٢٧]. (وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ) [الحجر : ٢٦] (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ) [الحجر : ٣٠].
وقال في ص : (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ.) بالإضافة ، ليناسب ما قبله من قوله (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ؟.)
٤ ـ قوله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) [الحجر : ٤٧].
قاله هنا بزيادة (إِخْواناً ؛) لأنه نزل في أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم.