ترجمة المؤلف :
هو شيخ الإسلام ، قاضي القضاة ، زين الدين الحافظ ، زكريا بن محمد بن أحمد زكريا الأنصاري السنيكي ، القاهري الأزهري الشافعي.
ولد سنة ٨٢٦ ه بسنيكة من قرى الشرقية ، ونشأ بها ، وحفظ القرآن الكريم ، وعمدة الأحكام ، وبعض مختصر التبريزي ، ثم تحول إلى القاهرة سنة ٨٤١ ه ، فقطن في جامع الأزهر ، وأكمل حفظ المختصر ، ثم حفظ المنهاج الفرعي ، والألفية النحوية ، والشاطبية ، والرائية ، وبعض المنهاج الأصلي ، ونحو النصف من ألفية الحديث ، ومن التسهيل إلى" كاد" ، وأقام بالقاهرة يسيرا ، ثم رجع إلى بلده ، ودوام الاشتغال ، وجدّ فيه ، وكان ممن أخذ عنه : القاياتي ، والعلم البلقيني ، والشرف السبكي ، والشموس الوفائي ، والحجازي ، والبدرشي ، والشهاب بن المجدي ، والبدر النسابة ، والزين البوشنجي ، والحافظ ابن حجر ، والزين رضوان وآخرين ، وحضر دروس الشرف المناوي ، وأخذ عن الكافيجي ، وابن الهمام ، ومن لا يحصى كثرة ، ورجع إلى القاهرة ، فلم ينفك عن الاشتغال والإشغال مع الطريقة الجميلة والتواضع ، وحسن العشرة ، والأدب والعفة ، والإقلاع عن أبناء الدنيا ، مع التقلل ، وشرف النفس ، ومزيد العقل ، وسعة الباطن ، والاحتمال ، والمداراة ، وأذن له غير واحد من شيوخه في الإفتاء ، والإقراء ، منهم : شيخ الإسلام ابن حجر ، وتصدى للتدريس في حياة شيوخه ، وانتفع به الفضلاء طبقة بعد طبقة ، وشرح عدة كتب ، وألف مالا يحصى كثرة ، وهي أشهر من الشمس ، وقصد بالفتوى ، وزاحم كثيرا من شيوخه فيها ، ورويّته أحسن من بديهته ، وكتابته أمتن من عبارته ، وعدم مسارعته إلى الفتوى يعد من حسناته ، وله الباع الطويل في كل فن ، خصوصا التصوف ، وولي تدريس عدة مدارس إلى أن رقي إلى منصب قضاء القضاة بعد امتناع كثير ، وذلك في رجب سنة ٨٨٦ ه ، واستمر قاضيا مدة ولاية الأشرف قايتباي ، ثم بعد ذلك إلى أن كف بصره ، فعزل بالعمي ، ولم يزل ملازما التدريس والإفتاء ، والتصنيف ، وانتفع به خلائق لا يحصون ، منهم ابن حجر الهيتمي ، وقال في معجم مشايخه : " وقدمت شيخنا زكريا ، لأنّه أجلّ من وقع
__________________
عبد الباقي ، وكلمات القرآن تفسير وبيان ، للشيخ حسنين مخلوف.