سورة الرّوم
١ ـ قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ..) [الروم : ٩].
قاله هنا ، وفي فاطر ، وأول المؤمن بالواو ، وفي آخرها ، بالفاء (١) ، لأن ما هنا موافق لما قبله وهو : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا) ولما بعده وهو : (وَأَثارُوا الْأَرْضَ) وما في فاطر موافق أيضا لما قبله وهو (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) ولما بعده وهو (وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ) وما في أول المؤمن موافق لما قبله وهو : (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) وما في آخرها موافق لما قبله وهو (فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ) وما بعده وهو : (فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) فناسب فيه الفاء ، وفي الثلاثة قبله الواو.
٢ ـ قوله تعالى : (فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ..) [الروم : ٩].
قاله هنا بحذف (كانوا) قبل قوله : (مِنْ قَبْلِهِمْ) وحذف الواو بعده ، وقاله في فاطر (٢) بحذف (كانوا) أيضا وبذكر الواو.
وفي أوائل غافر (٣) بذكر (كانُوا) دون الواو ، وزيادة (قَبْلِهِمْ) وفي أواخرها بحذف الجميع ، لأن ما في أوائلها وقع فيه قصة نوح وهي مبسوطة فيه ، فناسب فيه البسط ، وحذف الجميع في أواخرها اختصارا ، لدلالة ذلك عليه ، وما هنا وفي فاطر موافقة لذكرها قبل وبعد.
٣ ـ قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها ..) [الروم : ٢١] الآية.
ختمها بقوله : (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) لأن الفكر يؤدي إلى الوقوف على المعاني المطلوبة ، من التّوانس والتّجانس بين الأشياء كالزوجين.
__________________
(١) في آخر سورة المؤمن (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (٨٢).
(٢) في فاطر (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) (٤٤).
(٣) في غافر (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) (٢١).