سورة نوح
١ ـ قوله تعالى : (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) [نوح : ٤].
خطاب لقوم نوح عليهالسلام.
فإن قلت : إن كان المراد تأخيرهم عن الأجل المقدّر أزلا فهو محال ، لقوله تعالى (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها) [المنافقون : ١١] أو تأخيرهم إلى مجيء أجلهم المقدّر ، فهم كغيرهم سواء آمنوا أم لا؟
قلت : معناه يؤخركم عن العذاب إلى منتهى آجالكم ، على تقدير الإيمان ، فلا يعذّبكم في الدنيا إن وقع منكم ذنب ، كما عذّب غيركم من الأمم الكافرة فيها ، أو يؤخر موتكم كأن قضى الله بتعميركم ألف سنة إن آمنوا ، وبخمسمائة سنة إن لم يؤمنوا.
٢ ـ قوله تعالى : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ..) [نوح : ١٠] أي من الشرك بالتوحيد.
٣ ـ قوله تعالى : (قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي) [نوح : ٢١].
قاله هنا بلا واو ، وقاله بعد بواو (١) ، لأن الأول استئناف ، والثاني معطوف عليه.
٤ ـ قوله تعالى : (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالاً) [نوح : ٢٤].
ختمه بقوله (ضَلالاً) موافقة لقوله قبل : (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً) وختمه بعد بقوله (تَباراً) أي هلاكا ، موافقة لقوله قبل : (لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً.)
٥ ـ قوله تعالى : (وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً) [نوح : ٢٦].
إن قلت : كيف دعا نوح على قومه بذلك ، مع أنه أرسل إليهم ليهديهم
__________________
(١) أشار إلى قوله تعالى (وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً)