سورة الذّاريات
١ ـ قوله تعالى : (إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ) [الذاريات : ٥].
إن قلت : كيف قال ذلك ، مع أن الصّادق وصف للواعد ، لا لما يوعد؟
قلت : وصف به ما يوعد مبالغة.
أو هو بمعنى مصدوق ، ك (عِيشَةٍ راضِيَةٍ) [القارعة : ٧] ، (ماءٍ دافِقٍ) [الطارق : ٦].
٢ ـ قوله تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ ..) [الذاريات : ١٥ ـ ١٦].
ختم الآية هنا بقوله (وَعُيُونٍ. آخِذِينَ) وفي الطور بقوله : (وَنَعِيمٍ. فاكِهِينَ) لأن ما هنا متّصل بما به يصل الإنسان إلى الجنّات ، وهو قوله : (إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ) الآيات. وما في الطور متّصل بما يناله الإنسان فيها ، وهو قوله : (وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ. كُلُوا وَاشْرَبُوا) الآية.
٣ ـ قوله تعالى : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الذاريات : ٤٩].
أي : صنفين.
فإن قلت : كيف قال ذلك ، مع أن العرش ، والكرسي ، واللوح ، والقلم ، لم يخلق من كل منها إلا واحد؟
قلت : معناه ومن كل حيوان خلقنا ذكرا وأنثى ، ومن كل شيء يشاهدونه خلقنا صنفين ، كالليل والنهار ، والنور والظلمة ، والصيف والشتاء ، والخير والشر ، والحياة والموت ، والشمس والقمر.
٤ ـ قوله تعالى : (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) [الذاريات : ٥٠].
قاله هنا وبعد ، وليس بتكرار ، لأن الأول متعلق بترك الطاعة إلى المعصية ، والثاني بالشرك بالله.
٥ ـ قوله تعالى : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات : ٥٦].
لا ينافي ذلك عدم عبادة الكافرين ، لأن الغاية لا يلزم وجودها ، كما في قولك : بريت القلم لأكتب به ، فإنك قد لا تكتب به ، أو لأن ذلك عام أريد به