قوله : (لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي)(١) أي علمه.
قوله : (تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ)(٢) هي مفسّرة بقوله : (أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ)(٣) الآية. وكلّ ما دعا الله الناس إليه فهو كلمة.
قوله : (وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ)(٤) قيل : عنى بها عيسى ، وفيه نظر من حيث الجمع. وفي الحديث : «أعوذ بكلمات الله التامّات» (٥) ، عنى بها القرآن. وفيه : «واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله» (٦) قيل : أراد قوله سبحانه : (فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ)(٧).
وأصل اشتقاق الكلام من الكلم وهو التأثير ، ومنه قيل للجرح كلم لتأثيره في الجلد. وقد قرىء : (تُكَلِّمُهُمْ) و (تُكَلِّمُهُمْ)(٨) أي تسمهم ، أي تخيّل منه التأثير المعنويّ ، فقيل : جرحه بلسانه : إذا كلّمه بكلام أثّر فيه ؛ قال امرؤ القيس (٩) : [من المتقارب]
وجرح اللسان كجرح اليد
وقال الراغب (١٠) : والكلم : التأثير بإحدى الحاسّتين : السمع والبصر ، فالكلام مدرك بحاسّة السمع والكلم مدرك بالبصر.
وكلّمته : جرحته جراحة بان أثرها ، ولاجتماعهما في ذلك قال (١١) :
والكلم الأصيل كأرعب الكلم
__________________
(١) ١٠٩ / الكهف : ١٨.
(٢) ٦٤ / آل عمران : ٣.
(٣) تابع الآية السابقة.
(٤) ١٢ / التحريم : ٦٦.
(٥) النهاية : ٤ / ١٩٨.
(٦) المصدر السابق.
(٧) ٢٢٩ / البقرة : ٢.
(٨) ٨٢ / النمل : ٢٧. اجتمع القراء على تشديد اللام وهو من الكلام (معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٠٠).
(٩) عزاه المؤلف لطرفة وليس له. وهو لامرىء القيس كما في الديوان : ١٢٦ ، والجمهرة : ٢ / ٥٥.
وصدره :
ولو عن نثا غيره جاءني
(١٠) المفردات : ٤٣٩.
(١١) كذا!