حملها لا سيّما إذا قاربت الوضع وجدت مشقة لثقله ، ولذلك قال تعالى : (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ)(١) أي صارت ذات ثقل.
ويقال : كرهت الشيء أكرهه كرها (٢) وكراهة وكراهية. والكراهة ـ غالبا ـ ما لا إثم فيه ، وقد يراد بها الحرام.
فصل الكاف والسين
ك س ب :
قوله تعالى : (لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ)(٣) أتى باللام في جانب الكسب وب «على» في جانب الاكتساب لفائدة جليلة وهي التّنبيه على مزيد كرمه وتطاول فضله ، من حيث إنه تعالى يعيد للإنسان ما ينسب إلى كسبه ، وإن لم يكن منه تعاط لذلك ولا مباشرة ، بل إذا كان سببا في شيء عدّ ذلك كسبا له ، حتى الولد الصالح جعل من كسبه (٤) فيثاب بأعمال ولده الصالحات ، وأمّا ما يؤاخذ به وهو الذي عبّر عنه بأنه عليه فلم يؤاخذ به إلا إذا كان له فيه / عمل ومباشرة وافتعال ؛ ألا ترى أنّ الافتعال يؤذن بالاهتمام بالفعل ، بخلاف مجرد الفعل ، فاللام غالبا لما يجب بخلاف على. وإنّما استظهرت تعاليا لقوله تعالى : (وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها)(٥).
وقيل : الكسب ما يتحرّاه من المكاسب الأخروية ، والاكتساب ما يتحرّاه من المكاسب الدنيويّة. وقيل : عنى بالكسب ما يفعله الإنسان من فعل خير ، وجلب منفعة إلى غيره ، والاكتساب ما يحصّله لنفسه من نفع ، فنبّه على أنّ ما يفعله الإنسان لغيره من نفع ليوصّله
__________________
(١) ١٨٩ / الأعراف : ٧. وكل ما في كتاب الله من الكره فالفتح فيه جائز إلا هنا فالاجماع على ضمه (ابن منظور ـ كره).
(٢) بفتح الكاف وضمها.
(٣) ٢٨٦ / البقرة : ٢.
(٤) من الحديث : «إن أطيب ما يأكل الرجل من كسبه ، وإن ولده من كسبه».
(٥) ٧ / الإسراء : ١٧.