جعلني كافرا جائرا ، وتلا قوله : (وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)(١).
قوله : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ)(٢) أي ذوات القسط ، أو جعلها نفس القسط مبالغة. و «القسطاس» (٣) قيل : هو القسط فزيد فيه وجعل اسما للمزادة لأنّ به يحصل العدل. وفي قاف القسطاس لغتان : ضمّها وكسرها ، وقرىء بهما في السّبع. وقيل : هو روميّ فعرّب.
والقسط ـ أيضا ـ الإناء الذي يتوضأ منه ، قيل : هو نصف صاع ، وفي الحديث ، «إنّ النساء من أسفه السّفهاء إلا صاحبة القسط والسّراج» (٤) قيل : أراد إلّا التي تخدمه بأن تقدّم له وضوءه وتقوم على رأسه بالسراج تضيء عليه به.
ق س م :
قوله تعالى : (وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ)(٥) أي وحرّم عليكم استقسامكم بالقداح ، وقد مرّ تفسيرها. والمعنى طلب معرفة ما قسم للإنسان من خير أو شرّ ، نفع أو ضرّ ، حياة أو موت ، ظفر أو خذلان ، كما كانت الجاهلية وأكثر الجهلة يفعلونه. وقال أبو سعيد الضّرير : يقال تركت فلانا يستقسم أي يفكر ، ويروّي بين أمرين. قوله تعالى : (كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ)(٦). قال ابن عرفة : هم الذين تقاسموا وتحالفوا على كيد الرسول صلىاللهعليهوسلم. وقال ابن عباس : هم اليهود والنّصارى. قيل : واستعمال القسم بمعنى الحلف أصله من القسامة ، وهي أيمان تقسم على أولياء المقتول ، ثم صار اسما لكلّ حلف.
قوله : (فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً)(٧) يعني الملائكة لأنها تقسّم أي تفرّق أمور العالم من
__________________
(١) ١ / الأنعام : ٦.
(٢) ٤٧ / الأنبياء : ٢١.
(٣) ٣٥ / الإسراء : ١٧.
(٤) النهاية : ٤ / ٦٠ ، والضمير المقدر عائد على الزوج.
(٥) ٣ / المائدة : ٥.
(٦) ٩٠ / الحجر : ١٥.
(٧) ٤ / الذاريات : ٥١.